التفاسير

< >
عرض

وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ
٢١
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ
٢٢
قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٢٣
قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ
٢٤
-الأعراف

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَقَاسَمَهُمَا } بالله { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }. قال: [بعضهم]: حلف لهما بالله وقال لهما: خُلِقْتُ قبلكما، وأنا أعلم منكما، فاتبعاني أرشدكما. قال: إنما يخدع المؤمن بالله. قال الله: { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
قوله: { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ } ذكروا أن مجاهدا قال: يرقِّعان كهيئة الثوب. { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ } أي بيِّن العداوة.
{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ }.
{ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } آدم معه حواء وإبليس والحية التي دخل فيها إبليس فكلمهما فيها، فهي لا تقدر على ابن آدم في موضع إلا لدغته، ولا يقدر عليها في موضع إلا شدخها.
ذكر بعضهم قال: من قتل حية أو عقرباً فقد قتل كافراً. وذكر بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحيات:
"ما سالمناهن منذ حاربناهن
"
ذكر عن عبد الله بن عمر قال: الحيات مما مسخ من ذرية إبليس، وما سالمناهن منذ حاربناهن، فمن تركهن تقية منهن قال في ذلك قولاً عظيماً.
ذكروا عن عائشة أنها قالت: من ترك حية خشية ثأرها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ذكر بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من رأى في بيته من هذه الحيات شيئاً فَلْيُحَرِّج عليه ثلاثاً فإن ظهر بعد ذلك فليقتله فإِنه كافر"
قوله: { وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } أي تكونون فيها { وَمَتَاعٌ } يعني متاع الدنيا تستمعون به { إِلَى حِينٍ } أي: إلى الموت.