التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٣
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢٥
وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٢٦
-الأنفال

تفسير كتاب الله العزيز

قال الله: { وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً } أي إيماناً { لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ }. قال الحسن: هي كقوله: { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الأنعام:28] أخبر بعلمه فيهم.
قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } قال مجاهد: لما يحييكم به، أي الحق، يعني الهدى، وقال بعهضم: هو القرآن. وقال: هو القرآن، فيه الحياة والبقاء.
قوله: { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ }. قال بعضهم: يحول بين قلب المؤمن وبين معصيته بفعله، وبين قلب الكافر وبين طاعته بفعله. قال: { وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي يوم القيامة.
قوله: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً } [يعني أنها إذا نزلت تعم الظالم وغيره]. قال بعضهم: يعني [يوم] الجمل. وقال الحسن: يعني أَصحاب النبي عليه السلام.
ذكروا أن الزبير بن العوام كان يقول: لقد تلوتُ هذه الآية زماناً ما أحدث نفسي أن أكون من أهلها، فإذا نحن أصحاب النبي المعنيّون بها: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً }. { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ }.
قوله: { وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ } [أي مقهورون في أرض مكة] { تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ } أي فارس والروم في تفسير بعضهم. { فَآوَاكُمْ } [أي ضمّكم] إلى المدينة حين أسلمتم. { وَأَيَّدَكُم } أي أعانكم { بِنَصْرِهِ } أي نصركم على المشركين { وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } أي: الحلال من الرزق والغنيمة بعد، { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي لكي تشكروا هذه النعم.