التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٢
ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٣
أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٤
-الأنفال

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: رقّت قلوبهم مخافة عقابه. وقال مجاهد: { وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }، أي: فَرِقت قلوبهم.
قال: { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } أي: تصديقاً. أي كلما نزل من القرآن شيء صدّقوا به. كقوله: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً } هذا قول المنافقين. قال الله:
{ فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [التوبة:124].
قوله: { وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } أي: يقيمونها على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها. { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي الزكاة المفروضة على ما سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد فسّرنا ذلك في سورة البقرة وسورة الأنعام.
قال: { أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ } أي في الجنة على قدر أعمالهم. قال
{ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا } [الأحقاف:19]. قوله: { وَمَغْفِرَةٌ } أي لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي في الجنة.