قوله: { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالحَقِّ } أي: أخرجك من مكة إلى
المدينة، ومن المدينة إلى قتال أهل بدر. وقال مجاهد: لهم درجات عند ربهم. كما
أخرجك ربك من بيتك كذلك لهم درجات عند ربهم.
قوله: { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ } قال مجاهد
والحسن: يعني: في القتال. قال الحسن: ومعنى مجادلتهم أنهم كانوا يريدون العير،
ورسول الله يريد ذات الشوكة، أي القتال، بما وعده الله أن ينصره على أهل بدر.
قوله: { بَعْدَمَا تَبَيَّنَ }. قال الحسن: من بعد ما أخبرهم الله أنهم منصورون،
إلا أن بين ذلك قوماً يقتلون. { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ } وهم في
ذلك ماضون لأمر الله.
وذلك أن عيراً أقبلت من الشام لقريش تحمل التجارة فيها أبو سفيان، وهو أمير
القوم، وخرج المشركون العرب من الحرم [فيهم] أبو جهل لقتال رسول الله، فوعده
الله إحدى الطائفتين فقال:
{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ
لَكُمْ } ووعدهم الله ذات الشوكة في الإِضمار. [ومعنى الشوكة السلاح الحرب].
{ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } وكلمات الله وعده الله الذي وعدهم أن لهم
إحدى الطائفتين. { وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ } أي أصل الكافرين.