التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ
٣٦
-التوبة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ } [قال الحسن: في كتاب الله] الذي نسخ منه كتب الأنبياء وفي جميع كتب الله { يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرّم { ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ } يعني أنه حرّم على ألسنة أنبيائه هذه الأربعة الأشهر.
قوله: { فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } أي في الاثني عشر كلها. وفيها تؤدى الزكاة في كل اثني عشر شهراً مرة. وقد عظّم الله هذه الأربعة الأشهر فجعلها حُرُماً.
وقال بعضهم: { لاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } يقول: إن الظلم فيهن أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سوى ذلك.
ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:
"سيِّد الشهور رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة"
ذكر الحسن قال: قيل يا رسول الله: أي الشهور بعد رمضان أفضل؟ قال: "شهر الله الأصم: المحرم"
قوله: { وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً } أي: جميعاً، كما يُقَاتِلُونَكُمْ جميعاً { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ } بالعون لهم والنصر على عدوهم.