التفاسير

< >
عرض

وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٥
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ
١٠٦
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وأنْ } مفسرة لوقوعها بعد عاطف على معمول ما فيه معنى القول دون حروفه، ومصدرية كالتى قبلها بناء على جواز دخولها على الأمر لتضمنه معنى المصدر، كما يتضمنه الاخبار فباعتبار معنى المصدر صح، أو حسن العطف فيما بين الإخبار والطلب، لأن المقصود مصدراهما { أقِمْ وجْهَك للدِّين } أى الدين، واللام على أصلها، أو بمعنى إلى، والمراد لوجه النفس، وقيل: العمل، ولعل المراد بهذا القول أقم عمل وجهك، أى عمل نفسك، أى ذاتك، والمراد على كل الدوام على دين الإسلام أداء فرائضه وقيل: المراد استقبال القبلة فى الصلاة.
{ حَنيفاً } حال من الوجه، لأن المراد به الذات أو الوجه الحقيقى فى الصلاة، أو من الكاف على هذا لأن المضاف بعضه أو من الدين، أى مائلا عن كل دين سواه، أو مائلا ذلك الدين عن سواه منحرفا عن الأباطيل التى فى سواه.
{ ولا تكونَنَّ مِنَ المشْرِكينَ * ولا تَدْعُ } لا تطلب أو لا تعبد { مِنْ دُونِ اللهِ ما لا ينْفَعك } إن دعوته { ولا يضرُّكَ } إن لم تدعه وهو الأصنام، وحكم النهى هنا حكمه فى قوله:
{ { فلا تكونن من الممترين } ونحوه، وقيل: معنى نهيه عن الشرك النهى عن الالتفات إلى غير الله بالكلية، ويسميه بعض بالشرك الخفى، ورسول الله منزه عنه أيضا.
{ فإنْ فَعَلت } أى دعوت ما لا ينفعك ولا يضرك { فإنَّك إذًا مِنَ الظَّالمينَ } لنفسك بوضع الدعاء فى غير موضعه، والشرط والجواب لسؤال مقدر، كأنه قيل: ما يلزم على دعاء الأصنام.