التفاسير

< >
عرض

أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
٥١
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أثمَّ } الهمزة من جملة المعطوف، قدمت على العاطف لتمام الصدرية لها، أو داخلة على محذوف، أى أتكفرون قبل وقوع العذاب، ثم { إذا وَقَع } نزل { آمنتُم بهِ } بالعذاب أو بالله عند زواله، والاستفهام إنكار بالتأخير، فإنه لا تأخير بعد وقوعه، ويجوز كون الهمزة داخلة على محذوف كما مر، والمجموع معمول لأرأيتم دليل للجواب، فيكون جملة ماذا الخ معترضة، كما تكون معترضة إذا قدرنا تندموا، أو تعرف الخطأ بعدها، وقرأ طلحة بن مصرف بفتح التاء، فيكون ثم ظرفا للمكان المجازى، أو مستعارة للزمان متعلق بآمنتم، وإذا أبدل منها.
{ آلآنَ } بهمزة الاستفهام معدودة، ويمد اللام بألف، قد كان مد الهمزة فى آن المنقول فتحها للام قبلها، المحذوفة هى بعد نقل فتحها للام، هذا ما ظهر لى على قراءة نافع، وكذا الكلام فى
{ { آلآن وقد عصيت } وإنما أردت بمد همزة الاستفهام تسهيل همزة الوصل بين الألف والهمزة، ويجوز قلبها ألفا خالصة، وقرأ غير نافع بإثبات همزة آن، أو إسكان اللام قبلها، وقرأ طلحة والأعرج ألآن بقطع الهمزة الأولى، وفتحها على أنها للاستفهام بدون أن تمد، وحذف همزة الوصل وإثبات همزة آن مفتوحة، وإسكان اللام.
قال الدانى: كلهم، يعنى السبعة، يسهل همزة الوصل التى بعد همزة الاستفهام هنا وفى { آلآن وقد عصيت } وشبههما نحو: { آلذكرين } و "قل آلله أذن لكم والله خير" والسحر على قراءة أبى عمرو لم يخففها، أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التى قبلها بألف لضعفها، وآلآن البدل فى قول أكثر النحويين والقراء يلزمها، انتهى والعهدة عليه، وهو متعلق بمحذوف على تقدير القول، أى يقال لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب تؤمنون الآن أو آمنتم الآن.
{ وقَدْ كُنتُم بهِ تسْتَعجلونَ } تكذيبا واستعجالا، والواو للحال، وصاحِبُ الحال واو تؤمِنون، أو تاء آمنتم المقدر.