التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ
٢٩
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ويا قَوْم لا أسْألكم عَليْه } أى على الإنذار، أو على التبليغ، أو على ما أدعوكم إليه، يعلم ذلك من السياق السابق { مالاً } تعطونينه أجرة { إنْ أجْرىَ إلاَّ عَلى اللهِ } وسكن الياء ابن كثير وحمزة والكسائى.
{ وما أنا بِطاردِ الَّذينَ آمنُوا } جواب لهم حين سألوه أن يطردهم ليسلموا فلا يستووا معهم، أنفوا أن يكونوا مسلمين، فيضمهم وهؤلاء مجلس واحد، فاشترطوا لإسلامهم أن يطردهم وقرئ بتنوين طارد.
{ إنَّهمْ مُلاقُوا ربِّهم } تعليل جملى، أى لأنهم ملاقون ربهم بالبعث فيخاصموننى عنده إن طردتهم، فيعاقبنى، أو لأنهم يلاقونه فيفوزون بقربه، ويجازيهم بالخير، فكيف أطرد من هذه صفته، أو لأنهم يلاقون ربهم فيكفينى أمرهم بأن يثيبهم إن كانوا على ما يقولون، وعلى ما ظهر لى، ويعاقبهم إن كانوا على غير ذلك، أو لأنهم يلاقونه فيجازيهم بخير، فينصف لهم ممن ظلمهم أو طردهم، أو لأنهم معتقدون ملاقات ربهم.
{ ولكنِّى } وسكن الياء غير نافع، والبزى، وأبى عمرو { أراكُم قَوماً تجْهلُونَ } ملاقاة الله، أو تجهلون أنهم ليسوا بأهل أن يطردوا، وأنهم خير منكم، أو تجهلون حقهم وأقدارهم فدعوتموهم أراذل، وطلبتم طردهم، أو تسيئون إليهم، يقال: جهل عليه أى جفاه وأساء إليه، أو تجهلون عاقبة أمرهم، أو تجهلون أمر الله وعظمته وأمره ونهيه.