التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ
٧٧
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولما جَاءتَ رُسُلنا } الإضافة للعهد الذكرى، فهم الملائكة الذين جاءوا إبراهيم { لُوطاً سئ بِهِم } نائب سئ ضمير لوط وبهم فضله، لأن ساء متعدٍ أى أضر الله لوطا إذ قدر عليه الخوف، أو الأصل ساءه مجيئهم، ولما حذف الفاعل ونائب عنه المفعول جئ بضميرهم مجرور بالباء.
وذلك أنهم جاءوا فى صورة غلمان مرد حسان الوجوه طيبى الرائحة، فظنهم ناسا فخاف أن يقصدهم قومه بالفاحشة فيعجز عن مدافعتهم، قرأ نافع، وابن عامر، والكسائى سئ بهم وسيئت بإشمام السين الضم هنا، وفى العنكبوت، والملك، والباقون بإخلاص الكسر.
{ وضَاقَ بِهِم ذَرْعاً } تمييز محول عن الفاعل، أى ضاق بهم ذرعه والذرع الذراع، ومخرج الرأس والعتق من القميص، كنى بضيق يده عن عجزه عن دفع قومه والاحتيال فيه، لأن موضع قوة الإنسان فى ذراعه حتى توسعوا فيه فقالوا فى عدم الطاقة: فلان ضيق الذراع، وفيها فلان رحب الذراع، ولأن البعير يذرع بيديه فى سيره ذرعا على قدر سعة خطوه، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه عن ذلك، فلذا قيل الذرع مصدر مأخوذ من الذراع، أو الذرع من القميص يكون على الصدر أو قريبا منه وكنى بضيقه عن ضيق صدره، أو سمى الصدر باسمه، وظاهر كلام بعض أن الذرع يطق لغة على الصدر حقيقة لا مجازا، ويأتى كلام فى ذلك إن شاء الله، ومر كلام فى القصة، ويأتى آخر إن شاء الله.
{ وقالَ هَذا يومٌ عَصِيبٌ } شديد، من قولك: عصب رأسه أى شده، كأن الشر قد ألصق وشد به، كما قال امرؤ القيس:

فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار القتل شدت بيذبل