التفاسير

< >
عرض

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّاهِدِينَ
٢٠
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَشَروهُ } أى فشرته السيارة، وإنما أسند الشراء إليهم لأن مالك بن ذعر فيهم ومنهم: وقد اشتراه، وشروه بمعنى اشتروه، وقيل: الضمير لإخوة يوسف، والشراء بمعنى البيع أى فباعوه.
وروى أن إخوة يوسف كانوا ينظرون فى الجب فنظروا يوما على عادتهم فلم يروه فأحاطوا بالسيارة وقالوا: هرب عبدنا فأخبرنا أنه دخل فى الجب وقد أخرجتموه، فأخرجوه من بين أمتعتكم وإلا صحنا بكم صيحة واحدة، لا تبقى أرواحكم فى أجسامكم، فأخرجوه من بين الأمتعة يهتز كالورقة فى الشجرة، فدنا منه يهودا وقال له: إن أقررت لهم بالعبودية نجوت، قال: ما أنا إلا عبد.
وقيل: كان إخوة يوسف قريبا منه حين أخرجوه من الجب فجاءوهم فقالوا: عبد لنا أبق، فقال مالك: اشتريه، قالوا: بعناه لك بعيوبة، فقال بكم؟ ويوسف ينظر إليه وإليهم، وقال فى نفسه ما أظنه يقوم بثمنى، لأنهم يطلبون مالا كثيرا. فقال لهم: معى دراهم قليلة معدودة، فشراه كما قال الله سبحانه وتعالى:
{ بثمنٍ بخْسٍ } البخس النقص الظاهر وهو مصدر، وصف به مبالغة أو يأوّل بباخس، أو يقدر مضاف أى ذى بخس، والمراد النقص عن القيمة بالكمية، أو بكونه غير صافى الفضة، بل خلط فيها نحو نحاس، أو بنقصان الوزن، وقال الحسن، ومقاتل، والضحاك، والسدى: أراد بالبخس الحرام، لأنه ثمن الحرام، ويسمى الحرام بخسا لأنه ناقص البركة، وعن ابن عباس، وابن مسعود: زيوف، وأراد بالزيوف المخلوط فيها نحو نحاس، وقيل: أراد نقص الوزن، وعن عكرمة، والشعبى: البخس القليل كما مر أولا، وقال قتادة: البخس الظلم نقصان الحق.
{ دَرَاهم } بدل أو بيان الثمن { مَعْدُودةٍ } قال ابن عباس رضى الله عنهما: كان سبعة عشر درهما، وقال ابن مسعود، وقتادة: عشرين، وهو رواية عن ابن عباس، فاقتسموها درهمين درهمين وهم عشرة، وعن مجاهد، والسدى: اثنين وعشرين اقتسموها درهمين درهمين، أخذ أخوه من أبيه وأمه درهمين إذ هم به أحد عشر كذا قيل، وليس كذلك، لأن أخاه لأبيه وأمه لم يحضر لذلك، وكان يعقوب تسلى به، ولم يخرج معهم أيضا يوم ألقوه فى الجب، ولعله خرج يوم بيعة ولم يحضر البيع، ولم يعلم به.
وعلى كل قول من تلك الأقوال: فالوصف بالمعدودية إشارة إلى القلة، وكانوا فى ذلك الزمان لا يزنون أقل من أربعين درهما، بل يأخذونها عددا، ويأخذون الأربعين فما فوق بالوزن، وتسمى الأربعون درهما وقية، انتهى.
وقال فى عرائس القرآن، عن ابن مسعود، وابن عباس، وقتادة، والسدى، وعكرمة: أربعين درهما، ثم قال مالك بن ذعر: اكتبوا لى كتابا بأيديكم أنكم بعتم لى غلامكم بكذا وكذا، فكتبوا له، وجعل الكتاب بجيبه، فلما أرادوا الرحيل قالوا: اربطه بحبل شديد لكيلا يهرب، فلما همَّ بذلك قال له يوسف: لى إليك حاجة، قال: وما هى؟ قال: تخلينى أودع سادتى فلعلى لا ألقاهم بعد، فقال له مالك: ما أكرمك من مملوك عجيب تتقرب منهم وهم فعلوا بك ما فعلوا، فقال: كل أحد يفعل ما يليق به، فقصد نحوهم وهم قيام صفا واحدا، فلما دنا منهم بكوا وبكى يوسف، ثم عانقهم واحدا واحدا ويقول: يا إخوتى حفظكم الله وإن لم تحفظونى، آواكم الله وإن طردتمونى، رحمكم الله وإن لم ترحمونى.
قيل: ألقت الحوامل ما فى بطونها من هول ذلك التوديع ثم قالوا: يا يوسف ندمنا على ما فعلنا، ولولا خشيتنا من أبينا واستحيائنا منه لرددناك، ولما رجع إلى مالك شد يده، وسلمه إلى فليج عبد له أسود وقال له: عينك عليه ألا يهرب. فقال فليج: يا سيدى رجعت إلى الشام مائة مرة فى خمسين سنة لأجله، ثم تفعل به هذا الفعل، وإنى أراه ضعيفا نحيفا، قال: نعم، وأنا أيضا متفكر فيه، لأن المعبر وصفه لى بوصف تحير فيه العقول، اشتريته بشعيرة من ذهب، أى بقيمتها دراهم، وهو [أى يوسف] يساوى دنانير، ويوسف يسمع ويضحك لعلمه أنه مستور على العيون.
وقد زعم من زعم أن ما رآه على صورته إلا يعقوب، وذهب بصره عليه، وزليخا وذهبت صحتها عليه، وأبو يحيى ذهب ماله عليه، ولما انتصف النهار، بلغ يوسف إلى قبر أمه وطرح نفسه عليه، وبكى وسمع أنينا من القبر وهو يقول: وا ولداه، وا قرة عيناه، وا ثمرة فؤاداه، فخر مغشيا عليه، ثم إن الأسود طلبه ولم يجده، فصاح لسيده: هرب الغلام، قل للسيارة يقفوا فرجع الأسود فلما رآه لطمه وجره برجله على وجهه، ويوسف يقول: يا رب إن أتيت بزلة فاعف عنى بحق آبائى فإنهم ما عصوك، فظهرت غمامة سوداء على رءوسهم فأمطر بَرَداً، البردة كبيضة النعامة.
فلما أيقنوا بالهلاك قال لهم مالك: إن كان فيكم مذنب فليتب قبل الهلاك، قال الأسود: أنا المذنب، قال: وكيف؟ قال: فعلت بالغلام العبرانى كذا وكذا. فحرك شفتيه وتكلم بكلمتين، فعند ذلك ظهرت هذه الغمامة، فجاءه مالك وتضرع إليه، وقال: يا غلام أظن بينك وبين إله السماء قربة؟ قال: نعم، قال: فارحمنا ولا تؤاخذنا بأفعالنا، ونحن تائبون، فتكلم بكلمتين وهو يتبسم فانقشعت الغمامة، وذهب البرد، فظهرت الشمس بقدرة الله تعالى، فقال مالك: عرفت جاهك عند الله تعالى، فلا يجوز لى أن أتركك على هذه الحالة، فأزال عنه القيد، وألبسه الحرير وزينه الذهب، وقال للقافلة: قدموه أمامكم ولا تستقدموه.
فلما دخلوا مدينة نابلس، وكان أهلها يعبدون الأصنام، فلما رأوه قالوا: من خلقك؟ قال: الله تعالى. قالوا: آمنا بالذى خلقك، وكسروا الأصنام، واشتغلوا بعبادة الرحمن، ولما دخلوا مدينة بيسان، وكان أهلها مؤمنين اجتمعو إليه واتخذوا أصناما على صورته، وعبدوها ألف سنة.
وروى أن إخوته قالوا لمالك: استوثق منه فإنه عبد آبق، سارق كذاب، وقد بينا لكم عيوبه، وحملوه إلى مصر، وكان طريقهم على قبر أمه راحيل، فلما وصله لم يتمالك أن رمى بنفسه وهو يقول: يا أماه، يا راحيل، حلى عنى عقدة الرداء، وارفقى إلى ولدك يوسف، وما لقى بعدك من الأذى، أيا أماه لو رأيت ذلى ارحمينى يا أماه، لو رأيتنى وقد نزعوا قميصى وشدونى، وفى الجب ألقونى، وفى حر وجهى لطمونى، وبالحجارة رجمونى ولم يرحمونى، وكما يباع العبيد باعونى، وكما يحمل الأسير حملونى. فسمع مناديا من خلفه يقول: اصبر وما صبرك إلا بالله.
فتفقده مالك على الناقة، فصاح إن الغلام رجع فطلبوه، فأقبل به رجل وقال: يا غلام أخبرنا مواليك أنك آبق سارق فلم نصدقهم حتى شاهدناك، قال: والله ماأبقت ولكنكم مررتم على قبر أمى فلم أتمالك أن رميت نفسى إليها، فلطمه وحمله على الناقة.
وفى رواية أنهم قيدوه حتى قدموا مصر، قال مالك: ما نزلت منزلا ولا رحلت إلا استبانت فى بركته، وكنت أسمع تسليم الملائكة عليه مساء وصباحا، وأنظر إلى غمامة بيضاء تظله من حر الشمس، وتسير من فوقه.
{ وكانُوا } أى مالك بن ذعر وأصحابه وهم السيارة { فيهِ } فى يوسف متعلق بزاهدين محذوفا خبرا لكان، مدلولا عليه بقوله: { مِنَ الزَّاهِدينَ } فلكان خبران: أحدهما محذوف، والآخر مذكور، وذلك مبالغة فى زهدهم فيه لا متعلق بزاهدين المذكور، لأنه اسم فاعل، فأل فيه موصولة ومعمول الصلة لا يتقدم على الموصول، وأجازه ابن الحاجب فى صلة أل كهذه إن كان ظرفا، وأجازه الكوفيون على مرجوحية مطلقا فى أل وغيرها، قيل: ويجوز أن يكون أل حرف تعريف فيتعلق بالزاهدين بلا إشكال، وذلك مذهب لبعض السلف، يرى أن أل لا تكون موصولة، ومعنى زهدهم فيه هوانه عليهم، لأن إخوة يوسف البائعين له أخبروهم أنه آبق سارق كذاب، أو أظهروا الزهد فيه ليبيعوه لهم برخص، ولم يبيعوه بعد شرائه حتى وصلوا مصر، فليس زهدهم بيعه بثمن رخيص.
وقيل: المراد أنهم زهدوا فيه فباعوه بثمن رخيص هو نعلان أو أربعة، وثوبان أبيضان، وعشرون دينارا والمشتريه منهم بذلك بعد ما شروه من إخوته، رجل من مصر كما ذكره الله تعالى بعد هذا، وإنما رخصوه لما أخبرهم به إخوته فخافوا الخطر بما لهم، وإن قلنا: إن معنى شروه باعوه للرجل المذكور من أهل مصر، بعد ما التقطوه من الجب، ولم يبعه لهم إخوته، فزهدهم فيه لأنهم التقطوه، والملتقط للشئ متهاون به لا يبالى بما باعه، ولأنه يخاف أن يظهر مستحقه فينتزعه من يده، فكان يبيعه الأول مساوم بأوكس ثمن.
وقيل: الواو فى كانوا لإخوة يوسف، وزهدهم فيه أن لا غرض لهم فى ثمنه، وإنما غرضهم تغييبه عن أبيه، والمشهور أن السيارة باعوه للمصرى بأغلى ثمن، وسيأتى اسمهم وهو زوج زليخا.
روى أنهم لما قربوا مدينة القدس، رأى أميرهم فى منامه قائلا [يقول:] إن خير الناس أتاك ينبغى أن تستقبله غدا، وتفعل ما يأمرك به، فاتخذ ضيافة كبيرة فتلقاهم، وسألهم أيكم الأمير، وأشاروا إلى مالك فتحير فقال: هذا يجتاز بى كل عام مرتين، وما أمرت باستقباله، ودنا الملك من رجل هو الجنى الذى ولد مع يوسف، وكان على صورة غزال، ولكن تراه بصورة الرجل، فقال له الجنى: من أنت؟ قال: أنا أمير المدينة، فقال له: إن الذى أمرت باستقباله هو ذلك الغلام، أشار إلى يوسف، ولكن قل لأصحاب القافلة يدخلوا قبله، ففعل، ولما رآه تحير من حسنه وجماله، وقال له: من أنت؟ قال أنا الذى أمرت باستقبالى، فتحير فقال: من الذى أمرك أن لا تعبد صنما فتنجو من النار: فإن امتثلت أمره فلا تعبد صنمك، قال: قد قبلت على أنك إذا دخلت على صنمى سجد لك فأصدقك، قال: ربى يفعل ما يريد، وهو على كل شئ قدير.
فدخل الدار فسجد له الصنم، وتقطعا قطعا، فأراد إطعام تلك الضيافة التى اتخذ، فأتى بقصعة فيها أرز بلبن فوضعها بين يدى يوسف، فرفع منها لقمة وأعطاها لمن حوله، وتناولوا كلهم منها وشبعوا، والأمير ينظر، فقال: يا قوم هذا سيدكم، قالوا: لا إنما هو عبد، قال: فمن السيد؟ فأشاروا إلى مالك فقال: معاذ الله هذا سيده، بل هو غلام، قال الملك: العبد خير منى.
وكان يوسف ومن معه لما دخلوا الدرب، رآهم الأمير ورأى خيلا كثيرة فقال ليوسف: لمن هذه الخيل؟ ولمن هذا الجند؟ فإن دارى لا تسعهم، ولا عندى مايكفيهم؟ فتبسهم فقال: هم جند الله تعالى، طعامهم التهليل، وشرابهم التسبيح، قال: ومن هم؟ قال: هم الملائكة، أرسلهم الله تعالى ليشيعونى ويحفظونى، فتحير من شأنه.
ولما أكل القوم، عزم على أخذ يوسف منهم، فتركه حتى رحلوا ووصلوا نحو عسقلان، فركب فى اثنى عشر ألفا، فلما وقعت أبصارهم على يوسف وقعوا كلهم من ظهور الخيل، وغشى عليهم ثلاثة أيام من حلاوة النظر إليه، ولما دخل يوسف مدينة العريش يفكر فى نفسه، أن الله جل وعلا لم يخلق خلقا أحسن منى، فإذا دخلت هذه المدينة تحيروا، منى، فلما دخلها رأى أهلها كلهم على صورته، فلم يلتفت أحد منهم، فسمع مناديا: يا يوسف توهمت أن لا أحسن منك، وفى الكونين من هو أحسن منك.
ولما دخل مصر تاب من خاطره، فنودى: يا يوسف ارفع رأسك، فقد تغير الأمر بتوبتك، ثم نادى منادٍ: يا أهل مصر قد جاءكم شاب لا يلقاه أحد إلا سعد، ولا ينظر إليه أحد إلا أفلح، فدخلهم الوسواس، وأحاطوا بدار مالك، وماذاقوا طعاما، ولا شرابا شوقا إليه، وتحركت الأشجار لما دخل مصر، وترنمت الأطيار، فطلع مالك على السطح فقال: يا قوم ما تريدون؟ قالوا: نريد الذى أنت به متحير، وفى أمره متفكر، فتحير فى نفسه وقال: واعجباه، وأى عجب ترون فيه ما رى فيه زيادة على سائر الصور.
فقال لهم الملك الذى صحبه على صورة بنى آدم قال لهم: من اشتهى رؤية يوسف فليأتنا بدينار عند فتح الباب، وما دخل أحد إلا ومعه دينار، فدخلوا ورمى كل واحد منهم دينارا، فبلغت ستمائة دينار، وما رآه أحد إلا ذهب عقله، بحيث لا يهتدى إلى الباب، فأمر مالك عبيده أن يخرجوهم يدا ورجلا، ولما خرجوا لم يهتد كل واحد منهم إلى داره من تحيره، ولا يعرف أحدا من قرابته، ولا ينطق بحرف، ولا يسمع ما يقال له.
ولما كان اليوم الثانى: دفع كل من أراد رؤيته دينارين، وهكذا كل يوم يزيدون، حتى بلغ فى اليوم العاشر عشرة دنانير، على كل من أراد رؤيته، ثم فتح الباب وأجلس يوسف على سرير وزينه بأنواع الزينة، وأمر المنادى: من أراد شراء الغلام فليحضر فما بقى أحد إلا وطمع فى شرائه، فاجتمع القوم وعرضوا عليه ما يملكون، فقال الملك الموكل بحفظه: ارفعوا طمعكم إن هذا الغلام عزيز لا يشتريه إلا عزيز.
قيل: لما نادى المنادى من يشترى هذا الغلام مات فى ازدحام لرؤيته خمسة وعشرون رجلا وامرأة، فنادى: من يشترى هذا الغلام الصبيح المتكلم الفصيح، يتكلم بكلام صحيح، أديب قريب حبيب، قال يوسف: لا تقل هذا، ولكن قل: من يشترى هذا الغريب الكئيب الحزين، قال: لا أقدر أن أقول هذا، وليس فيك شئ مما ذكرته.
وكانوا لما رأوه فى الدار لم يقدروا على الخروج: وبلغ خبر النداء به قارعة بنت طالوت العملقية، وكانت من بنات الملوك، وكانت أكثر أهل مصر مالا، وأعظمهم خطرا، وكانت من ذرية شداد بن عاد، فقالت لقهرمانها: ويحك لم يبق أحد بمصر إلا خرج نحو هذا الغلام العبرانى، فإنى اليوم خارجة إليه بمالى، فأتى فهرمانها بالقافلة مزينة بأنواع الزينة، أحمالها الدنانير والدراهم، والديباج والجوهر والياقوت، وغير ذلك، فلما رأته تحيرت من جماله وقالت له: من أنت فقد جئت بمالى لأشتريك، حتى نظرتك فحقرت نفسى، لأنك تساوى جميع الدنيا.
قال: إنى من خلق ربى، صورنى كما ترين. قالت: آمنت على يديك برب العالمين، فتصدقت بمالها على الفقراء والمساكين، وبنت بيتا على ساحل بحر القزم: وعبدت مولاها إلى أن ماتت.
قيل: كان السبب فى استرقاق يوسف أن إبراهيم الخليل عليه السلام، أدخل مصر فى بعض الأزمنة، فلما خرج منها شيعه زهادهم وعبادهم مشاة حفاة إلى أربع فراسخ تعظيما له، ولم ينزل إبراهيم لهم، فأوحى الله جل جلاله إليه: إنك لم تنزل لعبادى وهم يمشون معك حفاة.