التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
٢٨
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَلمَّا رَأى } قطفير العزيز { قَميصَه قُدّ مِنْ دُبرٍ } علم براءة يوسف { قالّ } أى قطفير العزيز أيضاً، وقال الكلبى، وابن عباس فى رواية عنه: إن الضمير فى رأى وقال للشاهد، وأنه ابن عمه، والذى يتبادر هو الأول، وبه قال الطبرى { إنَّه } أى إن قَدّ القميص، وقولك: { ما جزاء من أراد } الخ، أو أن طمعك فى يوسف أو أن هذا الأمر وأن السوء.
{ مِنْ كَيْدكنَّ }خطاب لها ولأمثالها، أو لسائر النساء، والكيد الحيل والمكر،قل لو لم يشهد ليوسف شاهد لعلمت براءته من هروبه، فإن الطالب لا يهرب ويبحث فيه بإمكان هربه منها لإغضابه إياها بالطلب واتباعهم إياه للانتقام، ولعلمت براءته من تزينها بأكمل زينة، فكانت أولى بإلحاق التهمة ولعلمت براءته أيضا من أنه معهم مدة طويلة، ولم يروا منه مايناسب إقدامه على ذلك.
{ إنَّ كَيْدكنَّ عَظيمٌ } مجرد استئناف أو تعليل مستأنف، لكنه من جملة المقول، استعظم كيد النساء لأن الرجال ولو كانوا أقوى إلا أن النساء ألطف كيد، وأعلق بالقلب، وأشد تأثير، وأنفذ جبلة مالهن فى ذلك من جودة ومبالغة ورفق، وبذلك يغلبن الرجال، والمرأة القصيرة فى ذلك أشد، ويواجهن الرجال بذلك، والشيطان يوسوس به مسارقة.
ومن حديث أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان" ثم تلى قوله تعالى: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } وقوله سبحانه وتعالى: { إن كيدكن عظيم } ومثله قول بعض العلماء: إنى أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان، لأن الله تعالى يقول: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } وقال: { إن كيدكن عظيم }.
ذكر الله عشرة أشياء فى القرآن باسم العظمة: نفسه، وعرشه، وخلق نبيه صلى الله عليه وسلم، وسحر سحرة فرعون، وكبش إبراهيم، ويوم القيامة وزلزلتها، والشرك، وكيد النساء، والبهتان، وروى الطبرانى فى كبيره، عن أم سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هن أغلب يعنى النساء" .