التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ
٩٤
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولمَّا فَصَلت العِيرُ } قيل خرجت من عريش مصر، وهى بلدة من أعمال مصر خربت، يقال فصل من البلد إذا انفصل منه، من هو جواز حيطانه، وقيل: من مصر متوجها إلى كنعان { قالَ أبوهُم } لمن حوله من أولاد أولاده وقرابته، وزعم بعض أنه قال لبعض بنيه { إنِّى لأجدُ ريِحَ يوسفَ } وجده من ثمانين فرسخا، وقيل بينه وبين القميص مائة وأربعين فرسخا، وقال الحسن: بينهما ثلاثون فرسخا، وقال ابن عباس: ثمانية أيام، وقال مجاهد: ثلاثة أيام، وجد ريح الجنة، فعلم أنه من ريح قميص يوسف.
{ لَوْلا أنْ تُفنِّدونَّ } تنسبوننى إلى الفند، وهو نقصان عقل من هرم، ولذلك لا يقال عجوز مفندة، لأن نقصان عقلها ذاتى وقيل: الفند ضعف الرأى، وقيل: السفه، وقيل: الجهل، وجواب لولا محذوف، أى لصدقتمونى، أو لقلت إنه قريب، وإنما لم أقرده مما قبلها، لأن وجدان ريح يوسف متحقق ولو فندوه.