التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ
٢٥
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ والَّذِينَ ينقُضُون عَهد الله من بَعْد مِيثاقِه } أى بعد الميثاق الواقع فى شأنه وهو الإقرار والقبول اللذان أوثقوا بهما العهد، والمراد فقائلو للمذكورين أولا، شبه العهد بالحبل بجامع التوصل بكل إلى المقصود، وبجامع الارتباط، ولم يذكر المشبه به بل، ذكر المشبه فهو استعارة مكنية، وينقض رمز وقرينة لأنه من لوازم الحبل باق على حقيقته، تابع للاستعارة، أو استعارة تصريحية لما يلائم العهد وهو يتركه تبعية لاستعارة النقض للترك، والعهد قرينة، ولى فى ذلك بحث فى غير هذا.
{ ويقْطعُون ما أمر الله به أن يُوصَل } هو ما مر { ويفْسِدون فى الأرْض } بالكفر والمعاصى والظلم وتهييج الفتن { أولئكَ لَهم اللَّعنةُ } البعد من رحمة الله { ولَهم سُوء الدَّار } أى عذاب جهنم، الدار هى جهنم، أو سوء عاقبة الدنيا، فالدار الدنيا، وحذف المضاف وهو عاقبة وسوؤها هى عذاب جهنم، ودل على ذلك أن الكلام فى مقابلة عقبى الدار، ويجوز أن يراد بالدار فى الموضعين مطلق المرجع أى عقبى المرجع، وسوء المرجع، وعبر بالدار لأن منقلب الناس فى العرف إلى دورهم.