التفاسير

< >
عرض

وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ
٤٥
-إبراهيم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَسَكَنْتُمْ فِى مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ } بالشرك والمعاصى من الأمم السالفة كقوم هود وقوم صالح، والخطاب لجملة الكفار ولا يخلون من سكون مساكن الأُمم السالفة ويجوز أن يريد خصوص كفار قريش ويريد بسكونهم مبيتهم ليلا فى نحو ديار ثمود إِذا سافروا ويجوز أن يكون المراد بالسكون سكون النفوس واطمئنانها آخذة لمساكن الظالمين مساكن أو بايتين فيها وأخذوا لسير هؤلاء فى الكفر والمعاصى غير خائبين أن يصيبهم مثل ما أصاب هؤلاء، أما سكن بمعنى اطمئنان فيتعدى بالحرف نحو سكن فى كذا وسكن بكذا وأما سكن بمعنى أقام فأصله التعدى بقى كما فى الآية وقد تضمن معنى تبوءوا فيتعدى بنفسه تقول سكن الدار أى تبوأها أى اتخذها منزلا { وَتَبَيَّنَ لَكُمُ } الفاعل مستتر عائد إلى الفعل أى تبين لكل فعلنا بهم بسكون العين ويدل له { كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } وقيل عائد إِلى مصدر تبين، وقيل الفاعل جملة كيف فعلنا بهم وقد مر البحث فى مجىء الفاعل جملة وفعل الله بهم إِهلاكه إِياهم وانتقامه منهم وقرئ ونبين بالنون والرفع وعليه فالجملة مفعول به وعلق العامل بالاستفهام بمعنى أن أداة الاستفهام هى المنقلة له عن أصله الذى هو العمل فى المفرد إِلى العمل فى الجملة وعلى هذه القراءة تكون جملة نبين لكم كيف فعلنا بهم معترضة أو حالا على تقدير المبتدأ أى ونحن نبين أو تقدير قد التحقيقية والمضارع فيها للحال. { وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } صفات ما فعل الظالمون وما فعل بهم الجارية مجرى المثل فى الغرابة الملوح بها إِلى أنكم مثلهم فى الظلم واستحقاق ما استحقوا من الهلاك.