التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً
٢٧
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِيِنِ } أى أمثال الشياطين فى الشرارة والإِفساد فإِن إِتلاف المال فيما لا ينفع وفيما يضر شر وإِفساد وذلك غاية فى الذم لأَنه لا شر من الشيطان: والعرب تقول لكل من لازم سنة قوم إنه أخوهم أى نظيرهم وشبيههم كأَنه جمعهُ وإياهم أب واحد وأُم واحدة، ويجوز أن يكون أخوان بمعنى أصحاب وأصدقاء أى كانوا أصحاب الشياطين وأصدقاءهم لأنهم يطيعونهم فى الأَمر بالتبذير، وكان المشركون ينحرون الإِبل ويصنعون بها الميسر ويبذرون الأَموال فخراً وسمعة وتذكر ذلك فى أشعارها فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، ويجوز أن يكون معنى إِخوان الشياطين أنهم قرناؤهم فى النار وذلك وعيد، وقرأ الحسن إِخوان الشيطان. { وَكَانَ الشَّيْطَانُ } جنس الشياطين. { لِرَبّهِ كَفُوراً } شديد الكفر لنعم الله والجحود فكذلك أخوه المبذر ولا ينبغى أن يطاع فى أمره لأَنه لا يأْمر إلا بمثل فعله.