التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً
٣٠
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } بعد ما أمره زكريا أو بعد إشارتها أو لسماع مناظرتم وبعد الإشارة وكان يرضع بترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه متكئا على يساره وأشار بسبابته وذكر ما قال الله عنه قبل ولم يتكلم حتى بلغ وقتا يتكلم فيه الصبى.
{ إِنِّى } وفتح الياء حمزة. { عَبْدُ اللهِ } أنطقه الله أولا بهذا لأنه أول المقامات العبودية وردًّا لما يقول النصارى: إنهُ إلهُ. وذكر بعد ذلك ما يدل على براءتها ويزيل الحزن عنها فإن ولد الزنى لا يؤتيه الله الكتاب فى صغره حيث لم يعهد ولا يجعلهُ نبيا. وذكر بعد ذلك أنهُ ما كان الله أن يتخذ من ولد. وقيل: لم يؤت الله عيسى الكتاب فى صغره.
{ آتَانِىَ الْكِتَابَ وَجَعلَنِى نَبِيّاً } عبر بالماضى لتحقق الوقوع أى سيؤتينى الكتاب وسيبعثنى نبيا كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" . أو المراد أنهُ قضى فى الأول بإيتاء الكتاب والجعل نبيا والكتاب: الإنجيل. قيل: والتوراة.
وقيل: علّمه الله الكتاب وهو طفل فى المهد وعليه الأكثر. وقال الحسن: فى البطن وكذلك أكمل الله عقله فى طفولته ونبّأه.