التفاسير

< >
عرض

تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ ٱلأَرْضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلْعُلَى
٤
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ تَنْزِيلاً } منسوب بمحذوف أى نزلناه تنزيلا أو هو بمعنى القرآن مفعول لينخشى ونكر تعظيما.
ويجوز أيضاً فى هذا الوجه أن يكون مصدرا.
ويجوز أن يكون تنزيلا منصوبا على المدح أو بدلا من تذكرة إن جعل تذكرة حالا وإن جعل تعليلا بلا؛ لأن الشئ لا يعلل بنفسه ولا بنوعه؛ فإن المعنى حينئذ ما أنزلنا عليك القرآن إلا لتنزيل أو تنزيل سورة كذا وقرئ تنزيل بالرفع خبر لمحذوف.
{ مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمٰوَاتِ الْعُلاَ } جمع عُلْيا ككبرى وكُبَر وهذا إلى الحُسن تفخيم لشأن المنزل لنسبته إلى من هذه صفاته وأفعاله.
وبدأ بخلق الأرض والسماوات لأنها أصول العالم وقدَّم الأرض لأنها أقرب إلى الحس، ووصف السماوات بالعلو دلالة على عظم قدرة من يخلق مثلها فى علوها ومن متعلقة بتنزيلا أو بمحذوف نعت له.
وفى قوله: ممن، وقوله: الرحمن. وقوله: الله التفات من التكلم فى قوله:
{ { ما أنزلنا } } إلى الغيبة. وذلك أن الأسماء الظاهرة من قبيل الغيبة، وأما ضمائر الغيبة بعدها فتبع لها.
وفائدة الالتفات التفنن فى الكلام أعنى سلوك فنين أى طريقين، فإنه يفيد حسناً وقد ذكره كثير فى البديع.
وأيضا هذه الصفات تَشْرُف مع لفظ الغيبة وأيضاً أسند إنزاله إلى ضمير الواحد العظيم الشأن أولا ثم ثنى بالنسبة إلى من اختص بصفات عظيمة فضوعف التفخيم من جهتين ومَن هذه صفاته يجب الإيمان بكلامه والانقياد له.
ويجوز أن يكون أنزلنا حكاية لكلام جبريل والملائكة النازلين معه.