التفاسير

< >
عرض

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
٤٧
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ } المتوعد به استهزاء وتكذيبا نزلت في النضر بن الحارث أو غيره من قريش * { وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ } اي وعيده فان الوعد يستعمل في الشر ايضا لقرينة كما استعمل في الخير بلا قرينة.
وقيل: ان الوعد موضوع للخير والشر على حد سواء وانما يحمل على احدهما بقرينة وهذا رد لاستعجالهم كيف يستعجلونه كأنه يجوز عليه سبحانه خلف الوعد وانما يجوز الاستعجال في ميعاد من يجوز عليه الخلف والله عز وجل لا يخلف الميعاد فلا بد ان يصيبهم العذاب لاجله فلا يفوتهم ولا يتقدم أو يتأخر ولكنه تعالى حليم لا يعجل وفي الآية - كما ترى - دليل لمذهبنا معشر الاباضية على انه جل وعز لا يخلف الوعيد كما لا يخلف الوعد وقد انجز ذلك الوعد يوم بدر { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }
يا مستعجلون ففي الكلام التفات تأكيد بالخطاب أو يا ايها الناس فلا التفات.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (يعدون) بالتحتية والمعنى ان يوما من ايام الآخرة كألف سنة من سنينكم.
وعن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ابشروا يا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل اغنياء الناس بنصف يوم مقداره خمسمائة سنة" وإذا كان يوم واحد في الآخرة كذلك يعذبون فيه ثم يعقبه يوم كذلك بلا نهاية فكيف يستعجلون.
وقيل: المعنى ان عذاب الآخرة شديد فمقدار يوم واحد من ايامنا هذه في الآخرة كألف سنة لشدة العذاب وايام الشدة مستطالة مطلقا ولا سيما شدة لا شدة مثلها أو المراد تناهي استقصاره الطوال وامهاله حتى ان يوما واحدا عنده كألف سنة عندكم.
وقال ابن عباس: ان يوما والف سنة سواء عنده قادر متى شاء اخذهم ومن يفوته اخذهم.