التفاسير

< >
عرض

يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ
٤٤
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ والنَّهَارِ } يأتي بكل منهما بدل الآخر أو ينقص من احدهما ويزيد في الآخر فيطول احدهما ويقصر الآخر ويستويان ايضا.
واستواؤهما من جملة التقليب بانهما كانا غير مستويين ثم استويا أو وتقليبهما تغيير احوالهما بالحر والبرد والظلمة والنور أو تقليبهما فعل ذلك جميعا بهما.
وعن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى:
"يسبني ابن آدم بسب الدهر وأَنا الدهر؛ بيدي الأَمر أُقلب الليل والنهار" فالدهر من اسمائه تعالى أو المعنى انا الذي يفعل ما تنسبونه للدهر والدهر الزمان مخلوق مثلكم اتصرف فيه.
وفي رواية (يؤذيني ابن آدم) اي يفعل فلا يؤذي في الجملة والا فالله لا يضره شيء ولا ينفعه أو (يؤذي دهري) فان الزمان لا يرضى بمعصية الله.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرةً لأُوْلي الأَبْصَارِ } والاشارة إلى التقليب أو اليه والى غيره مما تقدم من البرق والمراد بالابصار العقول فان من لم يستعمل عقله كالاعمى.
فائدة. قال صلى الله عليه وسلم:
"اطلبوا اجابة الدعاء عند اقامة الصلاة وعند نزول الغيث" .