التفاسير

< >
عرض

مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ
٢٠٧
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } ما استفهامية مفعول لأغنى أي أي شيء أغنى أو مفعول مطلق أي أي أغناه أو حرف نفي وهو والاستفهام سواء لأن الاستفهام انكاري وما الاخرى فاعل واقعة على التمتيع أي التمتيع الذي كانوا يمتعونه أو حرف مصدر والمصدر فاعل غنى ويجوز أن يكون { أفبعذابنا يستعجلون } الخ.
وذلك أن استعجالهم بالعذاب إنما كان لاعتقادهم انه غير لاحق بهم وانهم ممتعون بأعمار طوال في سلامة وأمن فكأنه قيل أفبعذابنا يستعجلون أشرا وبطرا واستهزاء وأنكالا على الأمد الطويل ثم قال: هب أن الأمر كما يتعقدونه من تمتيعهم وتعميرهم فاذا لحقهم الوعيد بعد ذلك ما ينفعهم حينئذ ما مضى من طول أعمارهم وطيب معايشهم، وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن في الطواف وكان يتمنى لقاءه فقال له: عظني، فلم يزيده على تلاوة هذه الآية فقال ميمون لقد وعظت فأبلغت وقريء { يُمَتَّعُونَ } بالتخفيف.