التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ
٨٨
إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٩
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَوْمَ } بدل من يوم.
{ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي لا ينفع ذلك إلا من مات وقلبه سالم من الشرك والنفاق والأضرار وسائر المعاصي بأن يموت تائبا، فـ (من) مفعول ينفع الاستثناء مفرغ أي أنما ينفع ذلك سلم قلبه معه بأن انفق ماله في حقويه وعلم أولاده الشريعة رجاء لما عند الله ويشفعوا له يوم القيامة فان من هذا حاله قد انتفع بماله وبنيه في الدنيا وله ثواب على ذلك في الآخرة ومن لم تكن حاله ذلك فما له وولده وبال عليه لأنه قد عصى الله في أولاده وماله فكائنة قيل إلا من أتى الله بقلب سليم من فتنة المال والبنين ولك أن تجعل المال والبنين بمعنى الغني كأنه قيل يوم لا ينفع غني إلا غني من أتى الله بقلب سليم لأن غنى الدين سلامة القلب، كما أن غنى الدنيا المال والبنون فيكون الاستثناء تاما لذكر المستثنى منه وهو المال والبنون لكن المستثنى محذوف كما رأيت وناب عنه المضاف اليه أو يقدر إلا مال من أتى الله بقلب سليم وبنوه ويجوز أن يكون الكلام على طريقة قولك مال زيد وبنوه سلامة قلبه تريد اثبات سلامة قلبه وانها هي التي يريد ويغتبط لا المال والبنون سواء كان له المال والبنون أم لا هذا يطابق الآية لأنها تعم من له مال وبنون ومن لم يكن له ذلك لا من له ذلك فقط حتى يكون المراد نفي المال والبنين واثبات السلام بدلا عن ذلك، كما قال جار الله ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا على تقدير مضاف أي لكن حال من أتى الله بقلب سليم تنفعه حاله أو لكن سلامة من أتى الله بقلب سليم تنفعه، ويجوز عندي لا عند جار الله أن لا يقدر مضاف أي لكن من أتى الله بقلب سليم ينفعه ماله وبنوه أو سلامة قلبه وعن سعيد بن المسيب القلب السليم هو الصحيح وقلب المؤمن واما قلب المشرك والمنافق فمريض وقيل سليم من البدعة وقيل الذي سلم وسلم وأسلم وسالم وقال الجنيد سليم بمعنى لديغ لدغته خشية الله وهو من بدع التفاسير.