التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ
٣٧
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالهُدَى مِنْ عِندِهِ } من عند الرب وقرىء باسقاط الواو وهي قراءة ابن كثير ووجهها ان قال موسى جواب لمقالهم ووجه قراءة الجمهور بالواو ان المراد حكاية القولين ليوازن الناظر بينهما فيميز صحيحهما من الفاسد واعلم بمعنى عالم وقيل اسم تفضيل باق على معناه أي اعلم منكم اني أو انتم محق.
{ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } هي العاقبة المحمودة فان المراد بالدار الدنيا وعاقبتها الأصلية الجنة لأنها خلقت مجازا الى الآخرة والمقصود ومنها بالذات الثواب العقاب وانما قصدت بالعرض وقرأ حمزة والكسائي بالياء قاله القاضي تبعا لجار الله والذي عندي انه يجوز كون الدار هي الآخرة والاضافة للبيان اي من تكون له عاقبة هي الجنة والباء للالصاف اي اتصل علمه بمن جاء بالهدى أو صلة في مفعول فعل محذوف أي يعلم من جاء بالهدي ومن أجاز نصب المفعول باسم التفضيل مطلقا وان خرج عن معناه أجاز كون من مفعولا لا علم والباء صلة ومن معطوفة على من.
{ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } الكافرون أي لا يفوزون بعاقبة الدار لفقدهم الهداية.