التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١٧
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَوْثَاناً } أصناما.
{ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } تقولون كذبا ان الاوثان شركاء لله وغير ذلك من الاباطيل قاله مجاهد وقال ابن عباس: الخلق الايجاد على صورة بعد الكون على صورة اخرى هنا والافك الاوثان مفعول به والمراد نحت الاصنام فالافك على هذا بمعنى المأفوك به وقيل مفعول تخلقون محذوف اي الاوثان بمعنى تنحتونها وافكا مصدر مفعول لأجله وقرىء { أفكا } بفتح الهمزة وكسر الفاء على انه مصدر لتخلقون على حد قعدت جلوسا او مفعول لأجله او مفعول به على حذف مضاف اي ذا افك وكذا الأوجه في قراءة كسر الهمزة واسكان الفاء وقرىء { تخلقون } بضم التاء وفتح الخاء وكسر اللام (شددت) للتكثير وقريء { تخلقون } بفتح التاء والخاء وتشديد اللام مفتوحة وأصله تتخلقون حذفت احدى التائين وهو من التفعل الذي للتكلف او للمبالغة واذا جعلت الخلق بمعنى الايجاد المذكور فلك وجه آخر وهو ان تقدر تخلقون خلقا اذا افك واذا قريء { أفكا } بفتح الهمزة وكسر الفاء جاز كونه وصفا للنسب والآية دلالة على شرارة ما هم عليه لأن هو ذو زور وأباطيل.
{ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لا يستطيعون ان يرزقوكم شيئا من الرزق ولذا نكر الرزق.
{ فَابْتَغُوا عِندَ اللهِ الرِّزْقَ } اطلبوا عنده الرزق كله فانه الرازق وحده وال للجنس ونكر رزقا للتعميم كما فسرته وهو مصدر ويجوز كونه بمعنى المرزوق به وكذا في المعرف وعبر بالذين عن الاصنام وبالواو في لا يملكون لانها عندهم كالعقلاء والآية تفيد ان من لا يرزقك كيف تعبده.
{ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ } تقيداً للنعمة وتوصلا الى مطالبكم بعبادته او المراد واستعدوا للقائه بعبادته وشكره.
{ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } وقرىء بفتح التاء وكسر الجيم واذا كانت الرجعى اليه فكيف لا يستعد لها ـ اللهم اجعلنا ممن استعد لها ـ وهذه الجملة تعليل لما قبلها.