التفاسير

< >
عرض

لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ
٦٦
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ } من النعم ومنها نعمة التنجية واللام للتعليل وكذا في قوله:
{ وَلِيَتَمَتَّعُوا } أي باجتماعهم على عبادة الاصنام وتواددهم عليها متعلقة بأن يكفروا وإن قلت كيف يكون الكفر بالنعمة علة للاشراك؟ قلت: وجهه انهم اشركوا ليتوصلوا الى الكفر بالنعمة من حيث انهم مالم يكفروا بها لم يتوصلوا الى التمتع المذكور اذ اللام للمال وذلك خلاف حال المؤمنين لانهم اذا نجاهم الله ازدادوا ايمانا وطاعة للشكر وال امرهم للازدياد لا للتمتع والتلذذ ويجوز ان تكون اللامان للأمر الذي هو وعيد وتهديد ويدل له قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وقالون عن نافع باسكان لام ليتمتعوا وهذا الامر مجاز عن الخذلان والا فالله امر بأن ناه عن الشرك والمعصية وانما هو مثل قولك لمن نصحته وابى افعل ما شئت تريد انك شديد الكراهة لفعله وكأنك قلت اذا ابيت قبول النصيحة فانت اهل لان يقال لك افعل ما شئت ليتبين لك اذا فعلت صحة رأي الناصح وفساد رأيك وان فيه ضررا عظيما والصحيح عن نافع كسر لام { لِيَتَمَتَّعُوا } كما كسروا لام ليكفروا.
{ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } انه لا تمتع لهم سوى الذي تمتعوه في الدنيا منغصا وانه لا نصيب لهم في الآخرة الا العذاب الدائم وسخط الرحمن الذين هما عاقبة التمتع والكفر وكانت العرب حول مكة تتفاخر وتتغازى وتتناهب وتتساير واهل مكة آمنون في مكة وغيرها مع قلتهم وكثرة العرب فذكرهم الله جلت نعمته هذه النعمة ووبخهم اذ قال:
{ أولم يروا }