التفاسير

< >
عرض

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
١٠١
-آل عمران

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } أى استفهام تعجيب من كفرهم، والحال أن فى آيات الله تتلى عليهم، حالا بعد حال، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، يزيل شبه الكفر، ويقرر حجج الحق، فإن الكفر مع ذلك مما يتعجب به، وينكروا معه اعتذار المعتذر وذلك علمان بيِّنان: أحدهما باق إلى قيام الساعة، وهو القرآن، أعنى إلى قرب قيامها جداً، والآخر منقطع وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال زيد بن أرقم: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوماً خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى، فأجيبه، وإنى تارك فيكم ثقلين أولها كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتى أكرمكم الله فى أهل بيتى.
{ وَمَنْ يَعْتَصِمْ باللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: أى ومن يمتنع عن المعاصى والمضار الدنيوية والأخروية، باتباع دين الله، أو يلتجىء إلى الله فى أموره فقد هدى إلى صراط مستقيم، أى فذلك هداية من الله لهُ متحققة، والصراط المستقيم: الدين الموصل إلى الجنة ورضى الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً:
"أى الخلق أعجب إيماناً؟ قالوا: الملائكة فى السماء، فما لهم لا يؤمنون أى الخلق أعجب إيماناً؟ قالوا: النبيون. قال: النبيون ينزل عليهم الوحى، فما لهم لا يؤمنون أى الخلق أعجب إيماناً؟ قالوا: أصحابك، قال: أصحابى يروننى ويسمعون كلامى، فما لهم لا يؤمنون أعجب الخلق إيماناً قوم يأتون من بعدكم، يجدون كتاباً فى رق فيؤمنون به" .