التفاسير

< >
عرض

بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
٧٦
-آل عمران

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ بَلَى }: إثبات لما نفوه فى قولهم: ليس علينا فى الأميين سبيل، أى بل عليهم فى الأميين سبيل.
{ مَنْ أَوْفَى }: لغة الحجاز، وأما لغة "وفى" بلا همز ولا تشديد.
{ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }: جملة مستأنفة تقرر ما أفادته { بلى } من الإثبات، والهاء عائدة إلى من، والمراد بالعهد: ما كلف الله به الإنسان، فإنه للزومه إياه، كأنه أقربه والتزمه، والوفاء: الإيمان أو المراد به: ما أعطى من العهد إذ خرج كذره من ظهر آدم. وقال الحسن: المراد من الأمانة إلى من ائتمنه، وقيل: الهاء عائدة إلى الله والمراد بالعهد جميع ما ذكر، وقيل: المراد من أوفى من اليهود بما عهد الله فى التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن الذى أنزل عليه وعلى عود الهاء لله يكون قوله: فإن الله من وضع الظاهر، موضع المضمر للتلذذ باسم الله، والمراد بالمتقين: من أوفى جميع مراعاة لمعنى من حبى ظاهراً لا ضميراً ليصف الموفى بالتقوى، لأن الإيفاء الحقيقى يشمل اجتناب المعاصى، والرابط هو الظاهر، لقيامه عن المضمر، وإن أريد بمن أوفى من أدى الأمانة، أو من آمن، أو من أوفى بفعل ما يجب فعله، فالمتقين أعم للفعل له، وللترك لما يجب تركه، أو يراد به اجتناب المعاصى، فيكون الرابط خصه من أوفى لفظ المتقين، قال ابن عباس: نزلت فى عبد الله بن سلام وبحيرا الراهب، ونظائرهما من مؤمنى أهل الكتاب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"أربع من كن فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق، حى يدعها إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خصم فجر" وروى "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، إوذا خاصم فجر" .