التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ
٧
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٨
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ } وقوله { خَلَقَهُ } نعت لشيء او لكل وهو فعل ماض وفاعله مستتر وقرأ ابن كثير وابن عامر وابو عمرو (خلقه) باسكان اللام فهو اسم لا فعل وهو بدل اشتمال من كل ومعنى احسانه كل شيء تحسينه بان وفر له ما يستعده ويليق به على وفق الحكمة والمصلحة من بهاء وجمال وصحة وتسوية اعضاء ومن حواس وتمييز والهام لما يحتاجونه وغير ذلك فجميع مخلوقاته حسنة وان تفاضلت في الحسن فالاحسان والتحسين الاتقان على صفة لو لم تكن لكان الخلل فهو شامل للبهاء وغيره.
وقيل معنى احسانه كل شيء علمه كيف يخلقه والقولان يضمان على كل من القرائتين.
وقيل الاحسان في القراءة الأولى عائد الى غير خلقة الانسان وبدنه وعلى الثانية عائد الى خلقته وبدنه وقيل الاحسان هنا بمعنى الالهام الهمهم ما يحتاجون والظاهر ان هذا يصح على الأولى.
وقيل الاحسان خلق كل على غير صورة اخرى.
{ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ } آدم عليه السلام.
{ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } ذريته وسماها نسلا لانها تنسل منه أي تنفصل والنسل ايضا الفصل ومنه السليل للولد.
{ مِن سُلالَةٍ } من علقة.
{ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ } ضعيف وهو النطفة وزعم بعض ان السلالة هي النطفة فمن ماء مهين بدل من السلالة وقدم ذلك في قد أفلح.