التفاسير

< >
عرض

وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٤٢
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وسبحوه } نزهوه عما لا يليق به.
{ بكرة وأصيلا } اول النهار وآخره خص التسبيح مع دخوله في الذكر تشريفا له لانه العمدة وافضل الذكر والتسبيح قراءة القرآن وخص الوقتين بالذكر لانهما طرفان والمراد عموم الاوقات ولكن العرب كثيرا ما تستغني بذكر طرفي الشيء عن ذكره كله لأن الشيء المتصل اذا جئت بطرفيه فقد جئت به كله ولا سيما ان الوقتين المذكورين لهما فضل على سائر الاوقات لكونهما مشهودين فقد اخص من افضله ومن الاوقات افضلها.
وقيل: ان المراد يسبحوه بكرة واصيلا صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر وقيل صلاة الفجر وصلاة العصر وقيل صلاة الفجر والمغرب والعشاء لأن مراعاة هذه الثلاثة واداءها اشد وأشق وقيل الخمس وقيل اذكروا وسبحوا راجعان جميعا للبكرة والاصيل.
وعن بعض: ان الذكر الكثير ان لا تنساه بادا على قدر الاستطاعة وقيل الذكر الكثير الاقبال على الطاعات فان كل طاعة قلبية او جارحية او لسانية ذكر فما يتصدق متصدق الا لتعظيم الله وحضوره في قلبه او لطلب رضاه فذلك ذكر له وعنه صلى الله عليه وسلم:
"ذكر الله على فم كل مسلم" وروي "في قلب كل مسلم" .
وعن ابن عباس رضي الله عنه: الذكر الكثير ان لا تنساه ابدا.
وعن ابي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم:
"اكثر من ذكر الله حتى يقال مجنون" .
وفي ذكر الوقتين مناسبة لقوله صلى الله عليه وسلم: "ان خير عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والاظلة لذكر الله سبحانه" .
وقال قتادة: التسبيح ان تقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله. قال مجاهد: هذه الكلمات يقولها الطاهر والجنب والحائض والمحدث.