التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً
٤٨
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولا تطع الكافرين والمنافقين } فيما يخالف شريعتك او في ما يوهنها.
{ ودع أذاهم } اترك ضرهم اياك ولا تكثرت به ولا تهتم بمجازاتهم واصبر أو اترك ضرك اياهم اي لا تضرهم على كفرهم حتى تؤمر فيهم فنسخ ذلك لما امر بالسيف كما نص عليه ابن عباس والاضافة على الأول اضافة مصدر لفاعله وعلى الثاني اضافة مصدر لمفعوله وقد يقال لا نسخ على وجه الأول لأن الصبر على مجازاة المسيء على اساءته مأمور به الى الآن وانما المنسوخ ترك قتالهم على كفرهم ووقع في بعض الكتب التي تتكلم على النسخ ما حاصله (ان في سورة الأحزاب ثلاث آيات منسوخات) وذكر منها هذه فلم يفهم بعض عوام الطلبة مراد صاحب الكتاب فتكلم بكلام يؤدي الى الحكم على قائله بالشرك أعاذنا الله من الجهل وحاشاه من الشرك وانما اراد ان المنسوخ بعض تلك الآية وهو دع أذاهم لا مع قوله { لا تطع الكافرين والمنافقين } غايته انه عبر بالكل واراد البعض وهو جائز قطعا.
{ وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا } فهو كافيك قيل: وصفه الله سبحانه بأنه شاهد على امته وقابل هذا الوصف بما يناسبه وهو التبشير للمؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا وهذا الفضل هو ان امته شاهدة على الأمم او مناسب هو مع المراقبة التي قدرت قبل { وبشر المؤمنين } ووصفه بأنه مبشر وقابله بما يناسبه وهو ان لا يطيع الكافرين والمنافقين وذلك اعراض عنهم فيكون اقباله كله على المؤمنين وهو يناسب البشارة ووصفه بالانذار وقابله بما يناسبه وهو ترك أذاهم فانه اذا ترك أذاهم في الحاضر والأذى لا بد له من عقاب عاجل أو آجل كانوا منذرين به في المستقبل ووصفه بالدعاء الى الله وقابله بما يناسبه وهو التسهيل اذ قال بإذنه أي بتسهيله في احد أوجه واذ قال وتوكل على الله ومن توكل على الله يسر عليه كل عسير ووصفه بأنه كالسراج وقابله بما يناسبه وهو الاكتفاء به وكيلا فان من انار له الله برهانه على جميع خلقه كان جديرا بأن يكتفي به عن جميع خلقه.