التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
١
-سبأ

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الحمد لله } حمد نفسه تلويحا بأن له الوصف الجميل الذي لا كنه له او على معنى قولوا الحمد لله.
{ الذي له ما في السماوات وما في الأرض } ملكا وخلقا وأنعاما تقرران الموصول والصلة كشيء واحد فتعلق الحمد بهما كتعلق الحمد بمشتق وتعلق الحكم بالمشتق يؤذن بأن مضمون ذلك المشتق عله للحكم فانه قيل: الحمد لله على ثبوت ما في السماوات والأرض له ثبوتا يستلزم الإنتفاع منه وهذا حمد على تمام القدرة وكمال النعمة وهو واجب على الخلق كله في الدنيا.
{ وله الحمد في الآخرة } على رضاه ونعمه الدائمة فيها يحمده أولياء اذا دخلوا الجنة حمداً يتلذذون به كتلذذ العطشان بالماء البارد لا مشقة فيه ولا تعب وليس بتكليف في الآخرة وانما هو نعمة يتلذذون بها في الآخرة كتلذذ الملائكة به في الدنيا والآخرة، وقدم الجار والمجرور لان نعم الآخرة لا تجري على يد أحد كما تجري نعم الدنيا كثرا فلا يستحق الحمد احد المتغايرين على الآخر كقولك زيد بن عمرو في المسجد وزيد بن بكر في السوق لا من عطف المطلق على المقيد وكذا على قول من قال المعنى له الحمد في الدنيا على نعم الآخرة.
{ وهو الحكيم } الذي أحكم وأتقن أمور الدنيا والآخرة على ما ينبغي ويليق وكل أفعاله على ما تقتضيه الحكمة.
{ الخبير } ببواطن المخلوقات.