التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ
٢٨
-يس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وما أنزلنا على قومه من بعده } بعد موته أو رفعه.
{ من جند من السماء } من الأولى ظرفية ولو كانت في لا تدخل على بعد او زائدة او ابتدائة وكذا في قيل والثانية زائدة في المفعول والثالثة للابتداء ولا مانع من اجتماع ابتداءين متخالفين غير متناقضين والجند الملائكة اي لم تتنزل في اهلاكهم جند من ملائكة بل أهلكناهم بصيحة كما يأتي وهو قول ابن مسعود، وقال الحسن الجند الملائكة الوحي يعني انقطع عنهم الوحي واستوجبوا العذاب ومثله قول مجاهد ان الجند الرسالة ويحتمل التفسير الأول ثم رأيت الثعالبي ذكر ما يدل على أنه اراد مثل قول الحسن قال: قال مجاهد: لم ينزل الله عليهم من جند اراد أنه لم يرسل إليهم رسولا ولا استعتبهم قال قتادة والله ما عاتب الله قومه بعد قتله حتى اهلكهم.
{ وما كنا منزلين } أي وما صح ذلك في حكمنا لأنهم اهون من أن تنزل ملائكة فيهم أو لأني لم اقض عليهم إلا اهلاك بالجند او لسنا مهلكين احدا بجند من الملائكة لأنا قد خصصناك بالنصر على اعدائك بجنود الملائكة كما سيقع لك ذلك وقد وقع ذلك في غزوتي الخندق وبدر ففي الآية مدح للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم وايثار وقد اهلك قوم لوط ومداينهم بريشة واحدة من جناح جبريل واهلك اقواما بالحاصب وأقواما بالصيحة وقوما بالخسف ولكن فضل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بكل شيء حتى انه جعل من عسكره الملائكة ويجوز كون ما موصولا اسميا أو نكرة موصوفة معطوفة على جند واقعة على ما اهلكت به الأمم من حجارة وريح والمطر الشديد.