التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٦٥
رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٦٦

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلْ } يا محمد للمشركين من أهل مكة { إِنَّمَآ أَنّاْ مُنذِرٌ } أي ما أمري الا الانذار أنذركم عذاب الله وأخوفكم النار { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلآَّ اللهُ الْوَاحِدُ } الذي لا يقبل الشركة في ذات ولا فعل ولا صفة* { الْقَهَّارُ } لكل شيء فيجرى كل شيء على مشيئته عز وجل فله الملك والربوبية في العالم كله كما قال { رَبُّ السَّمَوَات وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } وهو خالقها واليه تعود والذي يحكم بينهما انس وجن وملائكة وطير ودواب وماء وحوت وريح والفضاء الذي بينهما فانه كان معدوماً ثم أوجده وغير ذلك وانما ثنى الضمير لتأويل السماوات بالرتق أو لانها كانت رتقاً* { الْعَزِيزُ } الغالب على أمره الذي لا يغلب اذا عاقب العصاة { الْغَفَّارُ } لذنوب أوليائه الذين سبقت لهم السعادة لالتجائهم اليه وفي ذلك اثبات للتوحيد ووعد للمسلمين وايعاد للكافرين فكونه واحداً اشعار بأن ليس له ند يرد قوله أو فعله والقهار مشعر بالترهيب وكونه (رب) يشعر بالتربية والجودة والاحسان والكرم وكونه (غفاراً) يشعر بأنه يغفر الذنوب وان عظمت وكثرت ويرحم فاعلها لتوبته وكونه (عزيزاً) يشعر بأنه غالب له يبطل ذلك منه