التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
١٥١
-النساء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقُّا }: الكاملون فى الكفر، حتى كأنه حصر الكفر فيهم، وحق كفرهم حقا ولا عبرة بايمانهم الذى يزعمون أنه ايمان قال فى { الكَافِرُونَ } للكمال وحقا مفعول مطلق ناصبه حق محذوفا، وهو ناصبه مؤكد للجملة قبله، وليسا فى معناها فهو مؤكد لغيره، ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا لكافرون، على أنه نعت لمصدر محذوف من لفظ الكافرون ناصبه الكافرون أى الكافرون كفرا حقا، وما مر أولى لأن أكثر ما ورد حقا فى القرآن فى مثل ذلك أن يكون مؤكدا لغيره، ولأن الأكثر فى لفظ الكافرين كونه على حدثنا سمى دلالته على الحدوث.
{ وَأَعْتَدْنَا }: هيأنا.
{ لِلكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }: ال فى الكافرين للعهد الذكرى، وضع الظاهر موضع المضمر ليزيد ذمهم باسم الكفر ثانيا، ويعلق العذاب المهين لهم فى الآخرة بكفرهم فهم اليهود والنصارى المذكورون بقوله:
{ ان الذين يكفرون بالله ورسله } ويجوز أن تكون للاستغراق، ويكون كالحجة على عذاب اليهود والنصارى الذكورين بمعنى أنه اذا كان يعذب الكافرين كلهم فهم فى جملة الكافرين.