التفاسير

< >
عرض

وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي ٱلسَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً
١٥٤
-النساء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ }: الجبل ومن بيانه.
{ بِمِيثَاقِهِمْ }: بسبب ميثاقهم، أعنى ليحصوا الميثاق، أعنى ليعطوا الميثاق، واعطاءه وتحصيله وقبوله هن بمعنى واحد، وذلك أن الله أنزل عليهم التوراة ليحكموا بها، والحكم بها شىء ألزمه الله اياهم، توثق به عليهم، فهو من الله عهد وميثاق اليهم.
{ وَقُلْنَا لَهُمُ }: بعد انزال التوراة، ورجوع موسى اليهم من الميقات، وقيل: عند الأمر بدخول باب القرية والقائل على الأول موسى، وعلى الثانى يوشع، وأسند الله القول الى نفسه، لأنه الموحى الآمر الخالق لقول من قال.
{ ادْخُلُوا البَابَ }: باب القرية.
{ سُجَّداً }: قيل لهم ذلك، والطور فوقهم عند الباب على القول الثانى، وسبق الكلام على ذلك فى البقرة.
{ وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِى السَّبْتِ }: أى لا تعدوا فيه لا تجاوزوا الحد فيه بايقاع الاصطياد فيه، فان الله حرم عليهم الصيد فيه على لسان موسى، فهذا القول الذى قال لهم الله هو على لسان موسى، ولكن الاعتداء والمسخ كان على عهد داود عليه السلام، وقيل: هذا القول على لسان داود، ولعله تكرر وكان على لسانهما.
وقيل: المراد النهى عن العمل يوم السبت على لسانهما أو لسان موسى، وأصل تعدوا تعتدوا، أبدلت التاء دالا وأدغمت الدال فى الدال بعد نقل فتحتها الى العين، وتلك قراءة ورش عن نافع، وقرأ عنه قالون باسكان العين وتشديد الدال، وفيه التقاء الساكنين أن تمحض السكون وهو لا يجوز على غير حدهما، ولو قيل ما قيل وان لم يتمحض، بل أخفيت فتحة العين اخفاء فقط فهو قريب من التقائهما لضعف الفتحة، فلا يحسن تخفيفها الى السكون، ولا سيما ما بعدها سكون، والنص عن قالون الاسكان، وقرأ الجمهور باسكان العين وتخفيف الدال من عدا يعدو وهو مجاوزة الحد أيضا، حذفت الواو الأصلية لسكونها قبل واو الجمع الساكنة بعد حذف ضمتها، وقرىء لا تعتدوا بابقاء التاء.
{ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِيثَاقاً غَلِيظاً }: أن يأتمروا بما أمرناهم به، وينتهوا عما نهيناهم عنه، فلا يعتدوا فى السبت وقالوا سمعنا وأطعنا، ثم نقضوا الميثاق.