التفاسير

< >
عرض

يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً
٢٨
-النساء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ }: أى يريد الله تسهيل الشريعة لكم لا تثقيلها كما ثقلها على من قبلكم، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما جعل عليكم فى الدين من حرج، قال صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنيفية السهلة السمحة" وذلك من إباحة تزوج الأمة، وقال من قال: لم يبح لم قبل وقد خرج مجاهد الآية عليه، وعنه أيضاً أن التخفيف عام فى أمر ديننا كله، وبهذه الرواية يتبين أن المراد فى الرواية الأولى عنه التمثيل بنكاح الأمة لا حصر الآية فيه.
{ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً }: لا يصبر عن الشهوات، وعلى مشاقة الطاعات فلا يصبر عن الوطىء فحللنا له غير هؤلاء اللاتى حرمنا. وقيل: ضعيف القوى عن قهر الهوى، ولا سيما فى أمر النساء، قال سعيد بن المسيب ما أيس الشيطان من بنى آدم قط إلا أتاهم من قبل النساء فقد أتى على ثمانون سنة وذهبت إحدى عينى وأنا أعشو بالأخرى وإن خوف ما أخاف علىَّ فتنة النساء والقولان أولى من حمل الضعف على ضعف البدن، ومن حمل الضعف على ضعف أصله وهو كونه من ماء مهين، لأن ذلك جاء معرض الدلالة على تخفيف التكليف، ومن قرى الله داعيته إلى القيام بما كلف به فهو القوى، ولو كان أضعف الخلقة، وقرأ ابن عباس بالبناء للفاعل ونصب الإنسان، أى وخلق الله الإنسان ضعيفاً، وروى قومنا عن على ابن أبى طالب أنه قال: ثمانى أناث فى سورة النساء، هى خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت
{ { يريد الله ليبين لكم } والله يريد أن يتوب عليكم، يريد الله أن يخفف عنكم أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه إن الله لا يغفر أن يشرك به إن الله لا يظلم مثقال ذرة، ومن يعمل سواء أو يظلم نفسه ما يفعل الله بعذابكم.