التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً
٦١
-النساء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإذا قِيلَ لَهُم }: أى للمنافقين الذين يزعمون أنهم آمنوا.
{ تَعَالَوا }: اقبلوا.
{ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ }: بالإيمان به وحفظه ودرسه والعمل به.
{ وَإِلَى الرَّسُولِ }: ليحكم بينكم به.
{ رَأَيتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً }: أى يعرضون عنك الى غيرك اعراضا، إذ لا يؤمنون بك وما أنزل اليك، يميلون الى من يرتشى، وأصل تعالوا تعالاوا، حذفت ألف اللام للساكن بعدها وهو الواو فصار تعالوا، وكان الواو ساكنا سكونا حيا، لأنه بعد فتحة وألف ثم بعد فتحة وحدها الا بعد ضمة، وبقى الفتح قبلها ليدل على الألف المحذوف.
وقرأ الكسائى بضم ما قبل الواو، فكان سكونها ميتا اعتبر أن الأصل قبل القلب ألفا تعاليُوا بياء مضمومة بدل عن واو هى لام الكلمة، تقلبت الضمة على الياء، فحذفت الياء فبقيت ساكنة، فحذفت للساكن بعدها، فضمة اللام لام حروف الهجاء.
وقراءة الجمهور أولى، وانما فسرت يصد بالازم، لأنه المناسب للصدود إذ قياس يصد المتعدى الصد، فالحمل على أنه معتد، والتقدير يصدون غيرك، أو المتحاكمين عنك صدودا خلاف الظاهر بلا داع اليه، قد يرتكب، ثم انه ليست المصادر المخالفة للقياس التى للأفعال الثلاثية أسماء مصادر عندى، إذ لم تكن بمعنى مصادر الأفعال الزائدة على ثلاثة والصد للتعدى، والسد بمعنى إلا أن الصاد فى المعقول وبالسين فى المحس، وجملة يصدون حال من المنافقين، والرؤية بصرية، لأن الصدود ولو كان لا يدرك بالبصر لكن البصر يدرك حالا فى الجسم اذا صد، وان جعلت قلبية كانت الجملة مفعولا ثانيا.