التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ
٣٠
مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ
٣١
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَالَ الَّذِى آمَنَ } من آل فرعون وكتم ايمانه قاله الجمهور وقالت فرقة المراد موسى محتجين بقوة كلامه وذكره عذاب الآخرة وغير ذلك ولم يكن كلام مؤمن آل فرعون الا ملاينة* { يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم } لتكذيبكم له وتعرضكم له* { مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ } أفرد اليوم مع أن كل حزب بيومه الدامر اما ان المراد الزمان مطلقاً والزمان يطلق على القليل والكثير ولان (ال) فى الاحزاب للحقيقة فالمقصود باليوم الحقيقة الصادقة فى متعدد أو لان الاصل يوم أيام الاحزاب أي يوم من أيامهم والمراد باليوم أيام والقرينة اضافه للجمع المفسر لقوم نوح وعاد وثمود على سبيل المثال فلم يخف ان كل قوم منهم له يوم دامر وهذا فى كل مفرد أضيف لمتعدد لكل واحد مثل ذلك المفرد وأطلته فى حاشية شرح الشذور { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ } يقدر مضاف أي مثل جزاء دأب قوم نوح والدأب العادة سميت لان صاحبها دائم عليها وكأنه قال أخاف عليكم جزاء مثل جزاء ما كانوا عليه دائما أي دائما من التكذيب وايذاء الرسل وسائر المعاصي و (مثل) عطف بيان من (مثل الأول) على جوازه فالكرة لان اضافة (مثل) للمعرفة لا تفيد التعريف* { وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } كقوم لوط وجزاء الكل التعذيب فى الدنيا قبل عذاب الآخرة* { وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } فلا يعاقبهم الا بذنوبهم بعد اقامة الحجة فتدميرهم عدل لانهم استوجبوه بها ويجوز أن يكون المعنى لا يريد لهم أن يظلموا أنفسهم فحين ظلموها عاقبهم بظلمهم فكأنه قال ويحذر لهم الظلم وعلى الاول فالنفي فيه أبلغ منه فى { { وما ربك بظلام } لان نفي ارادة الفعل أو قربه أعظم من نفى الفعل ولو كان معنى { { وما ربك بظلام } انتفى الظلم عنه انتفاء بليغاً.