التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً } وترى في تأويل المصدر مبتدأ ومن آياته خبر فلذلك فتحت الهمزة قاله ابن هشام وغيره وخشوع الأرض يبسها وخلودها من النبات شبهما بالخضوع وسماها خشوعاً واشتق منه خاشعة.
{ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ } اختصبت وتزخرفت بالنبات شبه ذلك بتحرك المختال في زيه وهى قبل ذلك كالذيل الكاسف البال في الاطمار الرثة والعابس الذي يكاد يبكي وسماه اهتزازاً واشتق منه اهتز وقيل اهتزازها تخلل أجزائها وتشققها للنبات* { وَرَبَتْ } أي انتفخت وزادت وعلت بالنبات فوقها يقال (ربا) بالألف بذلك المعنى وقرئ (ربأت) بالهمزة أي ارتفعت وعلت ان النبات عند قرب خروجه ترتفع له الأرض وعند بعضهم في معنى (ربت) علا سطحها الماء وانتفخت به ثم شبه لمنكري البعث احياء الموتى باحياء الأرض فقال.
{ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا } أخصبها شبه الاخصاب بالاحياء واستعار له لفظ الاحياء واشتق منه (أحيا) بمعنى أخصب بجامع الانتفاع والنمو كالحي ينتفع به وينمو* { لَمُحيِ الْمَوْتَى } جمع (ميت) بالتشديد* { إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ } من الاحياء والاماتة وغيرهما