التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥
-الحجرات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَوْ } ثبت* { أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ } كما هو الادب* { لَكَانَ } صبرهم* { خَيْراً لَّهُمْ } او لكان ثبوت صبرهم او حسن الادب في طاعة الله وطاعة رسوله خيرا لهم (وصبر) في تأويل مقدر فاعل لمحذوف عند الكوفيين والزمخشري وهو واضح وقال { يس } مبتدأ لا خبر له لاشتمال ما بعد ان على المسند اليه والمسند وقيل خبره محذوف مقدر قبله قاله ابن هشام وغيره وبسطته في النحو وروي انهم نادوه وقالوا اخرج الينا يا محمد فان مدحنا زين وذمنا شين فخرج قائلا انما ذمكم الله الذي مدحه زين وذمه شين وانه لما أعطاهم اعطى عمرو بن الأهتم تخلف في ركابهم لحداثة سنة مثل ما اعطاهم فازرى به بعضهم وارتفعت الاصوات ونزل { { يَآ أيها الذين آمنوا لا ترفعوا } الى قوله* { وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن تاب { حَتَّى } مختصة بالغاية المضروبة نحو أكلت السمكة حتى رأسها ولا تقول حتى نصفها او صدرها والى عامة في الكل فأفادت حتى ان خروجه صلى الله عليه وسلم اليهم غاية قد ضربت لصبرهم فما كان لهم ان يقطعوا امرا دون الانتهاء اليه وفائدة قوله اليهم انه لو خرج ولم يكن خروجه اليهم للزمهم ان يصبروا الى ان يعلموا ان خروجه اليهم و { خَيْراً } بمعنى النفع او اسم تفضيل اي (خير) اليهم من الاستعجال لأن في الاستعجال عدم الأدب والتعظيم وفادى نصف الأسارى وقد كان قبل ذلك يريد ان يردهم جميعا بدون فداء ولو صبروا لكان بلا فداء ومن الغفران والرحمة اقتصاره على النصح والتقريع لهؤلاء المسيئين الادب