التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٣٥
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ }: خافوا عقابه بترك المحرمات.
{ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ }: ما تتوصلون به الى رضاه، وهو فعل المفروضات، وما دونها من الطاعات، اليه متعلق بحل محذوفة جوازاً أى مبلغة أو منهية اليه، وصاحب الحال الوسيلة متعلق بالوسيلة، لأنه ان كان بمعنى اسم المفعول، أى ما يتوسل به اليه، قال فيه بمنزلة ان الموصولة، وهى لا تتأخر عن معمول صلتها، وان أبقى على المصدر به فمعمول المصدر لا يتقدمه، وقيل بجواز وجهين، لأن المعمول مجرور بحرف، ولا سيما لا يلزم أن يكون حكم الشىء حكم ما كان منزلا منزلته، وتفسير الوسيلة بالمحبة تفسير بالسبب، لأن حبك الشىء سبب للتقرب اليه، والتوصل الى رضاه.
ولو قيل: الوسيلة التحبب لكان أولى من هذا، ولفظ التوسل اذا استعمله أحد فى التحبب أولى من لفظ الوسيلة، وأما الوسيلة التى أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعوا بها فهى درجة فى الجنة، ولا تنبغى الا لعبد واحد من عباد الله رجا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكونه، ووعظ الله المؤمنين بالتقوى والابتغاء والجهاد ذكر العقوبات النازلة بالعصاة أبلغ، لأنه يرد على النفس وهى خائفة فيؤثر فيها.
{ وَجَاهِدُوا فِى سَبِيلِهِ }: بقتال أعدائه المشركين والمنافقين من الانس، ودفاع النفس عما لا يرضى الله، وعما تدعوا اليه شياطين الانس والجن، وذلك كله أعداء لدين الله تعالى.
{ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ }: تفوزون برضا الله والخلود فى الجنة والنجاة من النار.