التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ
٦٥
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ آمَنُوا }: بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به.
{ وَاتَّقَوْا }: تلك المعاصى التى ذكرها الله عز وجل عنهم وغيرها.
{ لَكَفَّرْنَا عَنهُمْ سَيِّئَاتِهِم }: الكبائر والصغائر محوناها عنهم، ولم نعاقبهم بها.
{ وَلأَدْخَلنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }: دلت الآية أن أهل الكتاب مشركون اذ كان يكفر عنهم سيئاتهم بالايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك ما هم عيه، ودلت أن الاسلام يجب ما قبله، وأن أهل الكتاب لو عملوا ما عملوا من الصالحات، لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه مبعوث الى الناس كلهم، كما قال الله تعالى:
{ ليكون للعالمين نذيراً } }. وقيل: المراد بأهل الكتاب من كان منهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن المراد آمنوا بالله وبكتبهم ورسلهم، وبما فى كتبهم من رسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابه، وانما بشرط التقوى، لأنه من آمن وفى قلبه أن يصر على المعاصى التى كان يفعلها فى الشرك، لم يدخل الجنة، ولم تكفر سيئاته، ومن آمن وفى قلبه أن ينقطع عن ذلك فله الجنة، ولو مات قبل أن يعمل عملا صالحاً بأن مات قبل أن يجىء وقت الفرض، وان ترك فرضاً، أو بعد ذنب وأصر عليه هلك.
روى أن الحسن البصرى اجتمع فى جنازة مع الفرزدق وهو من الشعراء، فقال له الحسن: ما أعددت لهذا اليوم، أو قال: لهذا المقام، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وكذا وكذا سنة يظن أن كلمة الشهادة تغنى وحدها، فقال له الحسن البصرى: هذا العمود وأين الاطباب، أى لا ينتفع بها وحدها من دون باقى الاسلام، كما لا ينتفع بعمود الخيمة دون اطنابها، وقد صدق.