التفاسير

< >
عرض

ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٦
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اتَّبع ما أُوحىَ إليكَ منْ ربِّك } يا محمد بالتدين به، والعمل به، ولا تحْزن بقولهم درست، وقوى قلبه بقوله: { أوحى إليك من ربك } إذ هو أعظم من قوله: اتبع القرآن، لأن فيه ذكر الوحى، وأنه من ربك، ولفظ القرآن ليس فيه ذلك ولو تضمنه.
{ لا إلهَ إلاَّ هُو } هو الواجب أن يعبد ولا عبادة لغيره، فلا تضعف فى عبادته وتبليغ ما أوحى إليه بقولهم درست، والجملة معترضة لتأكيد الاتباع كما رأيت، أو حال من ربك، ولا يظهر لى أنها مؤكدة لعاملها ولا لصاحبها، لأن مفهومها ليس مفهوم أوحى، ولا مفهوم ربك، نعم فيها توكيد لقوله: { اتبع ما أوحى إليك من ربك } لأنه بمعنى إيجاب اتباعه، والنهى عن اتباع غيره، واتباعه عبادته وحده، فذلك هو معنى لا معبود بحق إلا هو.
{ وأعرضْ عِنِ المشْركينَ } لا تكترث بقلوهم درست، ولا تلتفت إلى طعنهم ورأيهم، وهذا مما يبقى ولو مع نزول القتال، فلا ينسخ ولا حاجة إلى أن يقال: معناه اترك قتالهم فضلا عن أن ينسخ بنزوله.