التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
٣٦
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّما يسْتجيبُ } إلى الإيمان { الَّذين يسْمعونَ } القرآن سماع قبول، وهم الذين فتح الله قلوبهم للإيمان { والموتى يبْعثُهم الله } أى والذين كفروا الشبيهون بالموتى فى عدم الاستجابة والسمع، قاله قتادة والحسن ومجاهد، يبعثهم الله بعد موتهم من قبورهم.
{ ثم إليه يُرجَعُون } فيجزيهم بأعمالهم، أو المراد بالموتى كل من مات فيشمل الكفار والمؤمنين، فيتضمن أيضاً الكلام عقاب الكفار، وعلى كل حال فالمستجيب يفوز باستجابته، والكفار يهلكون بعد البعث، فلا يحزنك أمرهم، ولا تحرص على هداهم، فقد ختم على قلوبهم وهم كالموتى فلا يستجيبون إلى الإيمان، وقيل المعنى إن الكفرة يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، فحينئذ يسمعون ويعقلون، وقال الحسن: معنى يبعثهم يخرجهم من الكفر إلى الإيمان، وقرأ ترجعون بالتاء، ويجوز أن يقدر ثم إلىَّ يرجعون أو ترجعون، وعلى الخطاب فالخطاب للناس كلهم أو للموتى على طريق الالتفات، وقرئ بفتح ياء يرجعون وكسر الجيم.