التفاسير

< >
عرض

حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
١٠٥
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ حَقِيقٌ } خبر ثان لأن { عَلى } متعلق بحقيق { أنْ لا أقُولَ } فى تأويل الفاعل لحقيق، أو حقيق خبر مقدم، وأن لا أقول فى تأويل المبتدأ أو حقيق خبر ثان، أو صفة لرسول، وعلى خبر، وأن لا أقول مبتدأ قال ذلك وما بعده ترغيبا فى الإيمان، أو قال له فرعون: إنك كاذب، فأجابه بذلك، وما بعده، ولم يذكر تكذيبه، لأن قوله سبحانه: { { فظلموا بها } يدل عليه، وقراءة غير نافع: على أن لا أقول بدون ياء المتكلم، فيكون حقيق خبرا ثانيا، وعلى أن لا أقول متعلق به، أى إنى واجب ولازم على أن لا أقول على طريق القلب لا من اللبس، وأصله قراءة نافع، أو على إنما لزمك فقد لزمته.
فالاقتصار على قول الحق لازم لموسى، فموسى أيضا لازم له، أو على أن حقيق مضمن معنى حريص، ونسبه الطبرى لقوم، قيل: وهو بعيد، وقد يقال لا بعد فيه، فإن وجوب الشىء عليك وكونك أجدر به يستلزمان أن تحرص عليه، أو على أن على بمعنى الباء، وبه قال أبو على الفارسى وابن هشام، وعبر عنها بلفظ على للدلالة على التمكن، ويؤيده قراءة أبىّ والكسائى فى رواية عبد الله عنه: حقيق بأن لا أقول أو على المبالغة جدا فى وصف نفسه بالصدق، أى حق واجب على القول الحق أن أكون أنا قائله، لا يرضى إلا بمثلى ناطقا وهو داخل فى نكت القرآن، وقرأ الأعمش وأبو عمرو فى رواية عنه: حقيق أن لا أقول بإسقاط الجار على تقديره، أو على أن لا أقول مبتدأ لحقيق أو فاعل له.
{ عَلى اللهِ إلا الحقَّ } من تنزيهه عن شريك وغير ذلك مما يأمر به { قَدْ جئتْكُم ببيِّنةٍ منْ ربِّكم } خطاب لفرعون وذويه، والبينة كاليد والعصا وغيرهما، قيل: المراد جمع آيات والإفراد، لأن مدلولها ومبينها بفتح الباء واحد وهو توحيد الله وتوابعه { فأرْسِل مَعِىَ } وفتح حفص الباء { بَنِى إسْرائيلَ } أطلقهم أمش بهم إلى أرضهم وأرض آبائهم، وهى الأرض المقدسة، وكان قد فرقهم فى الأعمال، واستبعدهم أربعمائة سنة، فمن حارث وضارب لبن وبان، وناقل عذرة وغير ذلك، ومن لم يتأهل للعمل أضرب عليه الجزية.