التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٣٩
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّ هؤلاءِ متبَّرٌ } مهلك ومدمر ومكسور، وقال إناء متبر أى مفرق قطعا، ويقال لكسار الذهب تبر { ما هُم فيهِ } من اتخاذ الأصنام والعكوف عليها، يبطل الله ذلك ويكسرها على يدك قطعا، ولو قصدوا بها التقرب إلى الله زلفى { وباطِلٌ } غير جالب نفع ولا دافع ضر { ما كانُوا يعْمَلونَ } من عبادتها وغيرها مما يحسبونه نافعا، لما كان ما قالوا أثر الآيات بعيدا عن العقل، وصفهم بالجهل، وأكده بأن وأشار إليهم بإشارة البعد لبعدهم عن مقام الخير والمجلس المعتبر، وأكد تبار ما هم فيه وبطلان ما يعملون بأن كان باطل ما كانوا يعملون معطوف على خبر إن، ووصف ذلك بالتبار والبطلان، وقدم الحكم بهما، سواء جعلنا متبر خبرا لإن وما نائبه، وباطل معطوفا على متبر وما فاعلا لباطل، حيث لم يقل ما هم فيه متبر وما كانوا يعملون باطل، فيكون ذلك جملتين مؤخرا فيهما الحكم، أو جعلنا متبر وباطل خبرين لما بعدهما، فيكون ذلك جملتين مخبر بهما لإن والثانية بالعطف، وكل ذلك تنبيه على لحوق الدمار والإحباط لهم وتنفير عن مثله.