التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ
١٧٠
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ والَّذينَ } مبتدأ { يُمسِّكُون } من اليهود، وقرأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأبو العالية، وأبو بكر بإسكان الميم مضارع أمسك، وقرأ أبىّ: والذين مسكوا بالتشديد، والمعنى واحد من حيث إن أمسك بالهمز، ومسَّك بالشد بمعنى، وقرأ ابن مسعود الأعمش والذين استمسكوا { بالكتَابِ } القرآن، آمنوا به وعملوا بما فيه، ككعب وابن سلام { وأقامُوا الصَّلاة } إقامتها داخلة فى التمسك بالكتاب، لكن أفردها بالذكر لشرفها على سائر أنواع التمسكات بعد الإيمان، وقوله: { إنَّا لا نُضيعُ أجْر المصْلحِينَ } خبر المبتدأ والرابط المصلحين، فإنه ظاهر وضع موضع الضمير، أى إنا لا نضيع أجرهم، فهو من الربط بإعادة المبتدأ بمعناه قاله الأخفش، وأنكره غيره.
ونكتة وضعه موضع الضمير أن الإصلاح كالمانع من التضييع، وإن فسرت المصلحين بكل مصلح من اليهود أو غيرهم فالرابط العموم، وأجيز كون الخبر محذوفا، أى مأجورون دلت عليه الجملة، ذكره ابن هشام، وأما أن يقدر المصلحون هم المتمسكون المقيمون، ويقدر الرابط محذوفا، أى المصلحين منهم، فلا يصح لأن هؤلاء كلهم مصلحون إلا إن جعلت من المقدرة بيانية لا تبعيضية، ويجوز عطف الذين يمسكون على الذين يتقون، وما بينهما معترض عطف خاص على عام، لأن الذين يتقون شامل للمتقين قبل بعث النبى صلى الله عليه وسلم.