التفاسير

< >
عرض

أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ
١٩١
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أيُشْركونَ ما لا يخْلُقُ شيئاً } وهو إبليس أو الشمس على ما مر أولا، إذ سموا آدم وحواء ولدهما بعبد الحارث أو عبد شمس، أو الأصنام وسائر التسميات المشركة على سائر التأويلات بالتحتية أيضا، وروى عن هؤلاء أيضا بالفوقية خطابا لآدم وحواء أو لسائر المشركين على ما مر.
{ وهُمْ } أى الأصنام، وجمع نظر المعنى ما، وذكرهم بضمير العقلاء بناء على اعتقاد عابديها فيها، وتسميتهم إياها آلهة، وكذا فيما بعد، وأما إذا جعلنا الكلام فى آدم وحواء فإنما جمع الضمير، لأن لفظ يشركون ما لا يخلق شيئا يدل على سائر الأصنام، وإلا فهما اتبعا إبليس فى ولد واحد بتسمية واحدة، أو لأنه أوقع لفظ ما على سائر المعبودات، كما تقول لمن ذبح كبشاً بشماله: أتذبح الكباش بالشمال ولو لم يذبح إلا كبشاً واحدا، ولن يذبح غيره، وقيل الضمير لعابدى الأصنام، فالمراد أن يعتبروا أنهم مخلوقون، فيجعلون إلههم خالقهم لا من لا يخلق.
{ يُخلقُونَ } أى خلقوا، فالمضارع للمضى، ويجوز أن يكون للاستقبال باعتبار الجنس أو للاستمرار التجددى، والمراد أنهم مخلوقون لله، أو منحوتون بالأيدى.