التفاسير

< >
عرض

ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
٣
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اتَّبِعوا ما أنزِلَ إليْكُم مِن ربِّكم } هو القرآن والسنة، بناء على أنها وحى نزل { { وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى } والخطاب من الله سبحانه، وقيل: من النبى صلى الله عليه وسلم على تقدير القول، أى قل لهم اتبعوا كما ذكره الطبرى، أو لتنذر به فتقول اتبعوا، أو مفعول لتنذر، أو ذكرى لتضمن ذلك معنى القول، والخطاب لجميع الناس عند الحسن والزجاج، قال الحسن: يا ابن آدم أمرت باتباع كتاب الله، وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، والله ما نزلت آية إلا وجب أن تعلم فيما أنزلت وما معناها، وقالت فرقة: الخطاب للنبى والمؤمنين وقيل: للمشركين، وقرأ الجحدرى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم بتقديم الموحدة وإسكانها وبالغين المعجمة.
{ ولا تتَّبعُوا } وقرأ مالك بن ديناررحمه الله ومجاهد: ولا تبتغوا بتوسيط الوحدة بين المثناتين وبالغين المعجمة { مِنْ دُونه } أى من دون ربكم { أولياءَ } شياطين الجن والإنس فيحملوكم على التكذيب، وعبادة الأوثان، وقيل: المراد بالأولياء كلما عبد من دون الله، كالأصنام والأحبار، والكهان والنار والكواكب، وقيل: الهاء فيمن دونه عائدة إلى ما، واختاره بعض، وقيل: إلى الكتاب، وما ذكرته أظهر.
{ قليلا } أى تذكيراً قليلا، أو زماناً قليلا، فإنه إذا قل التذكر الزمان الواقع فيه التذكير قليلا، وعلى كل حال فناصبه تذكرون ما صلة لتأكيد القلة، ويجوز كون قليلا ظرفا أى زمانا قليلا منصوب على الاستقرار الخبرى، وما مصدرية، وعليه فالمصدر من قوله: { تذكَّرُون } مبتدأ أى تذكركم ثابت فى زمان قليلا، وأصل تذكرون تتذكرون، أبدلت التاء الثانية ذالا وأدغمت الذال فى الذال، وذلك قراءة نافع، وقرأ ابن عامر فى رواية: تتذكرون بتائين دون إدغام، وعنه: يتذكرون وهو مشهور عنه بياء فتاء، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم فى رواية حفص: تذكرون بتخفيف الذال وتشديد الكاف، على أن الأصل تتذكرون، حذفت إحدى التائين، وقيل: المشهور عن ابن عامر يذكرون بياء فذال مشددة كالكاف، والأصل يتذكرون، أبدلت التاء ذالا وأدغمت فى الذال، وهذا على أن هذا كلام منه صلى الله عليه وسلم أو مستأنف من الله، والمراد بالتذكر تذكير دين الله.