التفاسير

< >
عرض

أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
٤٩
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أهؤلاء } المسلمون الضعفاء مبتدأ، والاستفهام تقرير { الَّّذين } خبر { أقسَمْتم } بالله { لا ينَالُهم اللهُ برحْمةٍ } جواب أقسمتم، أى حلفتم لا يدخلون الجنة، وذلك كله من مقول أصحاب الأعراف، قد قيل لهم: { ادْخُلوا الجنَّة } بفضل الله ورحمته حال كونكم:
{ لا خَوفٌ عَليْكم ولا أنتُم تَحزَنُونَ } فدخلوها كما رأيتموهم فيها ولا خوف عليهم ولا حزن، وذلك كله من مقول أصحاب الأعراف قبل دخولهم الجنة، وبعد دخول الضعفاء إياها والرؤساء النار، وعند سحبهم إليها، ويحتمل أن يكون أصحاب الأعراف ملائكة أو أنبياء أو مؤمنون شرفاء إذا قالوا إذ كفرت الرؤساء ذلك أشاروا إلى ضعفاء من المسلمين وهم خارج الجنة: أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة، وقالوا لهم بإذن الله ادخلوا الجنة إلى آخره فيدخلونها.
وقيل: إذا قال أصحاب الأعراف للرؤساء: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، قالت الرؤساء: قد دخل الجنة الناس دونكم، والله لا تدخلونها أبدا، فتقول الملائكة للرؤساء: أهؤلاء، يعنون أصحاب الأعراف الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة، وذلك إنكار على الرؤساء، ثم يقولون لأصحاب الأعراف: ادخلوا الجنة الخ، فحشوا الرؤساء، ويؤيد تفسيرى قراءة عكرمة: ادخلوا الجنة، وقراءة طلحة بن مصرف، وابن وثاب، والنخعى: أدخلوا الجنة بقطع الهمزة والبناء للمفعول، وأما قراءة الحسن، وابن هرمز: أدخلوا بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الخاء فى ادخلوا أنفسكم أو أدخلوهم يا ملائكة الله قائلين لهم لا خوف عليكم الخ.
أو لا خوف عليكم مستأنف خطاب للذين تدخلهم الملائكة، فموافقة لقراءة الجمهور فى الصلاحية بالأقوال، ويجوز أن يكون قوله تعالى: { ادخلوا الجنة } الخ فى أهل الأعراف بعد أن حبسوا ونظروا إلى الفريقين، وعرفوهم وقالوا ما قالوا بدون أن يحلف الكفار قصدوهم بقسمهم، بل قصدوا الضعفاء، وتبين فى الآيات أن الجزاء والتقدم والتأخر بحسب الأعمال، وأن العصاة يوبخهم المحسن والمسىء، وكأنك فى ذلك اليوم، فارغب فى حال السابقين.