التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ
١٥
-الأنفال

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يا أيُّها الذَّينَ آمنُوا إذا لقيتُم الَّذينَ كفرُوا زَحْفاً } حال من الذين كفروا، وهو مصدر زحف الصبى، أو المقعد أو غيره على مقعدتيه إذا دب عليهما قليلا قليلا سمى به الجيش الكثير لأنهم يرون لكثرتهم كأنهم يزحفون، وذلك مبالغة أو مقدر مضاف أو يؤول زحف زحفا بالوصف، أى إذا لقيتموهم وهم كثير، وأنتم قليل ولو كنتم ربعا فيهم أو ثلثا.
{ فلاَ تولُّوهم الأدْبارَ } مفعول ثان جمع دبر بمعنى لا تجعلوهم تالين لأدباركم وظهوركم، بأن تنهزموا وتفروا، فضلا عما لو كنتم شطرا فيهم أو أكثر من الشطر، أو مثلهم أو أكثر منهم، ثم نسخ تحريم التولى بأن أبيح إذا كانوا ثلث عدوهم أو أقل من الثلث أو أكثر منه، ولم يكمل الشطر، وعلى ذلك فالآية منسوخة بقوله:
{ { الآن خفف الله عنكم } كما قال عطاء، أو محكمة مخصوصة به وهو أظهر، ويجوز أن يكون زحفا حالا من التاء فيكون ذلك نهيا لهم عما سيكون منهم يوم حنين إذ ولوا وهم اثنا عشر ألفا، وعدوهم قليل، أو حالا من التاء، والذين كفروا أى إذا لقيتموهم متزاحفين يدبون إليكم وتدبون إليهم، وذلك أن المشى أول المقابلة فى القتال، يكون على مهل كالزحف، أو أن الزحف بمعنى التدافع.